سعيد عبدالسلام
بين السطور .. يا خراااابي يا حنفي!!
رحم الله الفنان القدير المحترم وأحد أساطير المسرح المصري والسينما فؤاد المهندس عندما تألق في فيلم "شنبو" في المصيدة مع عميد المسرح يوسف وهبي والرقيقة المبدعة شويكار.. حيث كان الفيلم هزلياً بصورة مهذبة تتماشي مع جيل الستينيات الذي تحلي بالقيم والاخلاق والسينما الهادفة والنجوم الذين ملأوا سماء الوطن العربي فناً وقيماً ومبادئ.
** شتان الفارق بين "شنبو" في المصيدة وحنفي التايواني وليس الأصلي.. أقصد عبدالفتاح القصري والذي دخل المصيدة بقدميه بعد أن اختار طريق التهجم علي كل من يعارضه حتي يتفرغ لقيادة النادي الكبير من الألف إلي الياء حيث هو الرئيس وهو أعضاء مجلس الإدارة وكل شيء.. لم يتبق له سوي ارتداء الشورت والفانلة والنزول إلي أرض الملعب!!
** ونسي حنفي أن النادي العريق أكبر منه ومن أي شخصية يمكن لها أن تتولي مسئولياته.. فأخذ يتخبط في قراراته ويهاجم معارضيه مستخدماً سلاح الصوت العالي والتهديد بالتنكيل بهم.. وخيل له أفقه الضيق أن الناس تخشاه ونسي أن أشر الناس هو من يتقيه الناس بسبب لسانه!!
** فأخذ حنفي يتخبط في قراراته متخيلاً أن تحويل النادي إلي أشبه بالملاهي سوف يرضي أعضاء الجمعية العمومية وبالتالي يصبح له ظهير قوي يصعب معه الإطاحة به.. وأن هدمه لتاريخ النادي بمبانيه العريقة التي شهدت العمالقة السابقين من رؤساء النادي سوف يمر مرور الكرام!
** ولم يدرك ايضا أن حكم الفرد زائل ويبقي حكم الجماعة والعمل المؤسسي هو القائم والمستمر.. كما نسي أن فريق كرة القدم هو البركان الحقيقي الذي يمكن أن ينفجر في أي وقت عندما يبتعد عن مكانته وإنجازاته التي تعود عليها عشاقه ومنتسبوه بل وأي فرد يعرف قيمة الكبار.
** فلم يرحم حنفي العاشقين للصرح الكبير وأخذ يهدد الجميع ويستبعد المدربين واللاعبين وكل من يقف في وجهه.. فبدأ الفريق ينزف النقاط ومعه يذرف عشاقه الدمع علي الأيام الخوالي التي غابت منذ اعتلاء حنفي كرسي الرئاسة.
وعرف الجميع الآن أن الفوز العام الماضي يجب أن ينسب للاعبين والأجهزة الفنية التي تولت المسئولية وليس إلي شخص بعينه لأن الجميع يلعب تحت ضغط التفنيش والهجوم الضاري عبر بعض وسائل الإعلام التي تفتح ذراعيها لحنفي العاشق والمحب للظهور دون النظر إلي ميثاق شرف الإعلام وفهم الدور الذي يلعبه في توجيه الرأي العام.
إن حنفي نسي أن الأصل هو الذي يستمر.. أما النسخ الممسوخة فما هي إلا ظواهر يضحك من أجلها التاريخ ولا يفتح لها صفحاته.. وإنما يترك لها الباب الخلفي لتخرج منه غير مأسوف عليها وهذا ما قد يحدث قريباً عندما يتماسك المخلصون من أبناء هذه القلعة الرياضية العريقة ويطلبون عقد جمعية عمومية غير عادية لسحب الثقة من حنفي.. وقتها ينتهي المسلسل الفاشل ويتواري حنفي ليس خجلاً بل قصراً.. لتبدأ الرياضة والنادي العريق عصراً جديداً مثلما حدث في مصر بعد خريف 25 يناير 2011!! والله من وراء القصد.