عباس الطرابيلى
هموم مصرية .. «التقية».. أسلوب للنجاة!!
وثيقة «حماس» التى تسربت منذ أيام.. هل هى لإرضاء القاهرة بعد أن تبنت مصر للسياسى الفلسطينى «الآخر» محمد دحلان.. وبعد خلاف القاهرة والأزمة الصامتة مع أبومازن؟!.
فى هذه الوثيقة أعلنت منظمة حماس الانتهاء من صياغة المواد النهائية لوثيقة سياستها الجديدة.. بل ووزعتها على قيادات الحركة، تمهيداً للإعلان عنها.. وهى وثيقة تتناول مستقبل حركة حماس.. لتتفادى أخطاء الماضى.. مع الجيران. وأرى أن المقصود بها هى مصر، قبل غيرها.. وهى أيضاً محاولة من حماس للبعد عن الاعتبارات الدينية لكسر عزلتها الدولية، بعد أن زاد الرفض الدولى لوجود دول أو تنظيمات تقوم على أساس دينى!!
<< ترى.. هل الوثيقة الجديدة محاولة لإرضاء القاهرة، بعد أن ثبت لمصر الدور غير النظيف الذى تلعبه حماس ضد مصر، وبالذات فى سيناء.. وبعد
أن ثبت أن حماس تتولى تدريب العناصر الإرهابية السيناوية.. وبعد أن ثبت أيضاً أنها هى المورد الأساسى لأسلحة الإرهابيين.. وبعد أن تأكدت القاهرة من الفوائد التى تجنيها حماس ورجالها من وجود مئات الأنفاق التى تتسلل من خلالها العناصر الإرهابية. وإضراب القاهرة على تدمير هذه الأنفاق التى تحولت الى استنزاف مصر من خلالها.. وآخرها ما أعلن عنه المتحدث العسكرى المصرى أمس، من كشف نفق جديد؟!
فهل هذه الوثيقة ما هى إلا أسلوب آخر من أساليب «التقية» التى يلجأ إليها المتمسحون بالدين، وبالذات ممن يطبقون المذهب الشيعى. أى يبطن الواحد منهم، غير ما يعلن.. لينجو من المطاردة ومن العقاب؟!
<< والسؤال: هل ترضى قطر «الممول الرئيسى لحركة حماس فيما تنفذه ضد مصر» بهذا التوجه الجديد من حماس.. أم هى أيضاً مقتنعة بمزايا مبدأ التقية.. رغم كلمات أمير قطر الذى يريد أن يضع الإرهابيين فى صف المناضلين المختلفين معنا، فى السياسة والهدف؟!. أم أن منابع التمويل أخذت تجف من قطر.. وبالتالى اتخذت حماس هذا المسلك الأخير.
ونفس السؤال نسأله لتركيا.. وأيضاً لإيران. وكلاهما من أهم الداعمين والممولين لحركة حماس ورجالها.. وهل ننسى حقائب الدولارات التى كانت تعبر بلادنا.. الى رجال حماس. أم أيضاً نجد أن أردوغان سلطان آل عثمان الجديد مشغول بمعركته الحالية لتعديل الدستور التركى ليصبح حاكماً مطلقاً للدولة التركية.. وماذا عن إيران التى تستغل أموال البترول، وودائعها التى أفرجت عنها أمريكا ــ لتحريك العمل الإرهابى الإيرانى سواء فى اليمن.. أو فى سوريا.. وأيضاً فى ليبيا.
<< أغلب الظن أن حماس «تجارى» العصر الذى يرفض نشوء دول ونظم على أسس دينية.. ولكن الغريب أن يظل إعلان هذه الوثيقة من الدوحـة ـ عاصمة ـ إمارة قطر ـ أمراً مثيراً للجدل.. ومثيراً للعجب أم أن هناك رسالة تريد حماس إرسالها الى الإدارة الأمريكية الجديدة وبالذات بعد تقاربها مع القاهرة.
على أى حال.. مطلوب كامل اليقظة ـ فى كل ما يأتى من.. حماس!!