الوفد
علاء عريبى
رؤى .. المصري اليوم وحوار الحكومة
لا شك أن جريدة المصري اليوم من الصحف التي نقدرها ونحترمها ونحرص على متابعتها يوميا لاعتبارات كثيرة ليس هذا مجال ذكرها، وعندما تعلن الجريدة عن انتقالها إلى مجلس الوزراء وإجراء حوار مع رئيس الحكومة وبعض الوزراء، بالطبع ننتبه ونحرص على قراءة ما جرى فى اللقاء، وبالفعل أعطيت للقاء الأولوية فى القراءة عن المقالات والتقارير.
للأمانة بعد أن انتهيت من قراءة اللقاء المنشور فى أربع صفحات على مدار يومين، حاولت ان اتجاهله وألا اكتب عنه، وللأسف لم أتحمل الالتزام بالصمت، لعدة أسباب، الأول: لأن الذين أجروا الحوار هم قيادات الجريدة وكتابها أصدقاء وزملاء نقدرهم ونعتز بهم، ثانيا: إنهم يعدوا ضمن رموز ونخب المجتمع، ثالثا: إن المواطن البسيط يلجأ إليهم للتعبير عن احتياجاته ومشاكله وهمومه، رابعا وهو الأهم: أن ضيف الحوار هو رئيس الحكومة الذي لا ينطق ولا يتكلم ولا نعرف ماذا يفعل؟، ولماذا يفعل؟، ولمن يفعل؟، إضافة إلى بعض الوزراء، خامسا: توقيت الحوار، البلاد تمر بظروف اقتصادية فى غاية الصعوبة والسوء، الدولار بـ19 جنيها، والأسعار ترتفع بفحش، والمواطن أصبح عاجزا لدرجة الانكسار، وإعلام داعر يشوه فى كل من ينتقد أو يعترض، وانفلات لم نره من قبل، وغياب حكومي، وغمامة سوداء، وإرهاب، وعدم شفافية، وغياب قسرى، وصحف وقنوات أسوأ من تليفزيون وصحف الحكومة
اتصلت بأحد الأصدقاء وعرضت عليه الأمر، حاول أن يثنينى: هذا مجرد حوار، ولا يعقل أن يتناول أحد الكتاب موضوعات لصحف أخرى، هل تقبل أن انتقد عددا لجريدة الوفد وأقول إنه بالغ السوء.
عددت للصديق الاعتبارات السابقة، أن اللقاء مع رئيس الحكومة وبعض الوزراء، وأن اللقاء يجريه قيادات وكتاب الجريدة، المنتظر ان يكونوا لسان وضمير المواطن، وقلت له: ليس المطلوب منهم أن يهاجموا أو ينتقدوا أو يشوهوا الحكومة، فقط كان يجب أن ينقلوا ما يدور بين المواطنين، أن يستفسروا ويسألوا عن قضية الساعة، أسعار الأسماك، البلطى يا رجل يباع بـ35 جنيها فى بلد تقع على بحرين ونهر، ورئيسها افتتح عدة مزارع سمكية، أين انتاج هذه المزارع، كان يجب أن يسألوا عن الارتفاع الفاحش فى الأسعار، ورفع كل تاجر السعر كما يحلو له، يسألوا عن كيفية تنفيذ الشريحة الثالثة من الدعم وسط عجز المواطنين، عن فواتير الكهرباء والمياه والغاز، يسألوا عن أسعار البنزين، وأدوية التأمين عديمة الفاعلية، وعن ملف الصناعة، ولماذا فضلوا بناء المدن عن إقامة المصانع أو إعادة فتح المغلق منها، يسألوا عن البطالة، وعدم تعيين العمالة المؤقتة التي مر عليها ثلاث سنوات، عن تدنى المعاشات، عن الحد الأدنى للأجور الذى حدد قبل تعويم الجنيه، عن محور قناة السويس: المشروعات التى تم الاتفاق عليها، عن حكاية المليون ونصف المليون فدان، عن المحاصيل: الأرز، والفول، والقمح، والشعير، عن علف البهائم والدواجن، عن رغيف العيش، يسألون عن مشاريع القوانين، بطئ التقاضي، وثائق تيران وصنافير، يا رجل: كيلو الخيار بقى 10 جنيهات، والله حرام تبديد كل هذه الصفحات لمبايعة أو مجاملة، ده حتى اليساري المتخصص فى الاقتصاد بينهم لم يذكر الطبقات الكادحة.
للأسف صديقي لم يقتنع، وكرر ما سبق وقاله: ليس من المقبول أن ننتقد صحيفة، قبل أن أنهى المكالمة، قلت له: تعرف لو ترك لصغار الصحفيين كان سيبتعد عن لغة ومنطق المجاملة، على العموم يا صديقي نحن ننتقد الحالة وليس الدكانة، ووعدته بالانصراف وعدم الكتابة، وها أنا أحنث بوعدي
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف