من ذا يفسر لي الأسباب التي دفعت الدكتور علاء عبد الهادي رئيس اتحاد الكتاب لزيادة قيمة اشتراك العضوية المنتسبة إلي مائتي جنيه والعضوية العاملة إلي مائة وثلاثة جنيهات؟ ومن ذا يقدم لي السند القانوني الذي استند إليه في أن يقرر ذلك بمفرده دون الرجوع إلي مشورة ورأي الجمعية العمومية؟.
أعلم أن الدكتور علاء خبير جامد في القانون ويملك القدرة علي تحقيق الانتصار في أي معركة يخوضها وليس أدل علي ذلك من تلك المعركة التي خاضها ضد أعضاء مجلس إدارة الاتحاد المستقيلين بل وضد قرار وزير الثقافة حلمي النمنم نفسه بأن يعقد اجتماع جمعية عمومية لاختيار اعضاء جدد. وتمكن الدكتور علاء من تصعيد أعضاء جدد بالفعل دون انتخابات وتكوين مجلس إدارة "ما يخرش المية" وتصدرت صور هذا المجلس صفحات الفيس نكاية في الأعضاء الذين انسحبوا إلي الظل. وكأنه أراد أن يقول لهم "طظ".
وإلي جانب قدرة الدكتور علاء في خوض المعارك وكسبها بالقانون. لديه قدرة إضافية في إبهار المثقفين كل حين بقراراته المفاجئة. وكان القرار هذه المرة موجها إلي جيوب الأعضاء الغلابة الذين يحصلون علي قوت يومهم بالكاد. والمعروف أن الكتاب والمثقفين هم الفئة الأفقر في المجتمع وتجوز عليهم الصدقة. وبدلا من أن يدفع العضو ثلاثين جنيها قرر رئيس الاتحاد أن يرفع هذا المبلغ من ثلاثة إلي خمسة أضعاف مرة واحدة. مواكبة لارتفاع سعر الطماطم إلي عشرة جنيهات. يعني لماذا لا يزيد اشتراك العضوية والطماطم زادت؟. منطق برضه.
ولأن كل شيء في بلدنا يأخذ شكل المنطق وهو في الأساس خازوق كبير. رحت أفكر بالمنطق فيما قرره الدكتور علاء. وقلت ربما يكون الهدف من ذلك هو تنقية جداول الأعضاء من المنتسبين الذين يشوهون مقام الاتحاد الرفيع. أو تنقيتها من الأعضاء العاملين الذين يشوهون مقام الاتحاد ايضا ومنهم الحشاشون والحرامية والبلطجية وسائقو التاكسي. وغير ذلك من الفئات التي دخلت الاتحاد وحصلت علي العضوية أيام "الميغة".
وياليتكم لا تسألوني عن نوع عضويتي في الاتحاد. منتسبة أم عاملة. طبعا منتسبة ولا فخر نظرا لأن واحد ربنا يخرب بيته كان في لجنة القيد وأشاع ان الكتب الإبداعية والنقدية التي قدمتها مجرد تجميع من كتب أخري. يعني أنا راجل حرامي. وبالتأكيد بان لكم الآن لماذا أنا أكتب عن الموضوع بمرارة. طبعا لأني حاقد علي الذين يا عيني حصلوا علي العضوية العاملة ويتمتعون بكل المزايا.
الحقيقة لا فيه مزايا ولا يحزنون. فمشروع العلاج بلح. ومعاش الأعضاء بلح والأنشطة الاجتماعية بلح. والأنشطة الثقافية بلح. والنشرة الثقافية بلح. ولا شيء بعد ذلك من المزايا إلا لأصحاب الحظوة من أعضاء المجلس الموقر. كبدلات السفر مثلا. وهو ما يشير إلي حجم الانفاق وأبوابه.
ويبقي السؤال الذي أطالب الدكتور علاء بالإجابة عليه لو كان عنده وقت. إلي أي البنود سوف توجه حصيلة الزيادة المتوقعة من أموال الاشتراكات. خاصة وأن مبني الاتحاد لا يحتاج إلي مصاريف بعد تجديده ولا يحتاج إلي مصاريف وإيجاره السنوي جنيه واحد. وكيف ستحل مشكلة امتناع معظم الأعضاء عن دفع الاشتراك بعد الزيادة غير المبررة؟. ممكن تسيب الإجابة في ورقة مع الأخ محمد السيد أقدم موظف في الاتحاد.