الأهلى
شوقى حامد
الحقائق تتكلم .. تغيير العتبة
وكان الكابتن فتحى مبروك المدير الفنى الجديد للأهلى ممسكا بعصا سحرية .. وكأنه صانع المعجزات .. وكأنه محقق الخوارق .. لم يمض على الرجل سوى أيام قليلة لم تتعد الأسبوعين غير أنه قام بتبديل الحال الذى كان عليه الفريق الى حال آخر مختلفا تماما فى كل شئ .. ليس هذا هو الفريق الذى بدا شاردا وتائها فى ملعب المقاولون يوم الهزيمة المخزية بهدف محمد سالم .. وليس هؤلاء هم اللاعبون الذين يؤدون بالتزام وانضباط وحماس وكفاح ويضغطون على منافسيهم فى كل أرجاء الملعب فيجبرونهم على ارتكاب الأخطاء وليفتحوا فى صفوفهم الثغرات ويشكلون على دفاعاتهم الخطورة فينجم عن كل هذه الأهداف التى يأتى بعضها من خلال جمل تكتيكية رائعة تهتز لها المشاعر وتطرب لها الأحاسيس .
ولعلى أتعجب فباستثناء اكرامى الذى كان ثابت المستوى حتى مع الاخفاق العام ..
فقد بدا اللاعبون على غير ما كانوا عليه تحت قيادة جاريدو .. ليس هذا هو باسم أو سعد سمير أو صبرى رحيل أو حتى شريف حازم .. ليس هذا هو حسام غالى أو عبد الله السعيد أو محمد رزق أو محمود تريزيجيه ليس هذا هو أحمد عبد الظاهر أو عماد متعب .. لم يضف فتحى مبروك على القائمة أى لاعب جديد لم يشارك من الوجوه الغائبة سوى محمد ناجى جدو الذى ما ان انضم الى اللاعبين فى آخر ثلث ساعة الا ونجح فى هز الشباك وكأن الله يكافئه ومديره الفنى فتحى مبروك على هذه الجرأة المحمودة .
أتصور أن السماء باركت خطوات التغيير التى تأخرت كثيرا فمنحت الجماهير التى احترقت أعصابها بعضا من الراحة النفسية . أعتقد أن الله دعم الفريق بقسط من التوفيق وقدر من الحظ الذين افتقدهما معظم الفترات الماضية .
الحالة المعنوية والتهيئة النفسية كانا لهما فعل السحر .. تغيرت العتبات فخرج النحس وحل الوفاق وتضاعف الانتاج وزاد التعاون وجاء التنسيق .. لم يكن للجماهير أية مطالب سوى اقصاء العنصر غير الموفق حتى ولو كان يحمل تأهيلا عالميا لم يسبق لكل أقرانه المدربين الذين عملوا بمصر أن حملوه .
والاستعانة بأحد أبناء الأهلى المخلصين أيا كان اسمه ومهما كانت مؤهلاته .. وعندما تم للجماهير ما رغبت فيه وأرادت تحقيقه ارتاحت نفسيا وانعكس هذا الارتياح على اللاعبين وأعضاء الجهاز الفنى وظهر هذا جليا على العروض والنتائج الأهلى هو الأهلى .. اللاعبون هم اللاعبون ..
أعضاء الجهاز الفنى المعاون لم يشهدوا أية تغييرات مجرد أن أقصى المنحوس فحل التوفيق وساد التعاون وحدث الوفاق لن تعبأ الجماهير بنتائج الآخرين وتحقيقهم للمكاسب واقترابهم من الدرع المهم عند الجماهير العاشقة للأهلى أن ترى فريقها وهو فى طريق الصواب وعلى درب التصحيح .. البطولة هربت .. والدرع أفلت من القبضة الحمراء .. ليس هذا مهما الأهم أن تعود الانتصارات وترجع المعنويات .. ويفش الربوع السلام والوئام .
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف