محمد الحداد
معان ثورية - إرادته هزمت الاحتلال والحصار والإعاقة
تحت الاحتلال.. تحت الحصار.. تحت القصف.. تحت ارهاب النيران..تحت مفاهيم الجمود في استقبال طفل معاق حركيا كان الامتحان القاسي الذي يحتاج رجالا من فولاذ قلوبهم مملوءة بنور الايمان وارادتهم مدعومة بإيمانهم بإرادة الله القدير هكذا استطاع يونس الدلو استقبال ابنه المعاق محمد الذي أصبح فيما بعد الفنان الفلسطيني المبدع محمد يونس الدلو من مواليد ٥/١١/١٩٩٤ فلسطين مدينة غزة بحي الرمال الشمالي من متحدي الاعاقة.. في بدايات العقد الثالث هوايته الرسم.. كان ينمي موهبته بالدخول الي مواقع الرسم ليتعلم ويطبق علي الورق.. وراءه اب فاضل لم يدخر وسعا في إدماجه بالمجتمع.
يعد محمد يونس الدلو نموذجا رائعا مثاليا لإبداع متحدي الاعاقة من ذوي الاحتياجات الخاصة في فلسطين المحتلة.. لم يتوقف إبداعه عند حدود ولم يقل إبداعه جمالا عن نظرائه من الاصحاء الذين ليس لديهم أي اعاقات.
رسوماته التي تتحدث عن اوجه المعاناة وترصد كل مايتعلق بحرمانه هو وكل ابناء هذه الفئة من حقوقهم الانسانية.
حجم الايمان والهدوء والوقار والسكينة التي يتسم بها هذا الفنان الشاب المبدع ووالده يونس الدلو..تفوق كل حدودالعقل والمنطق.
بالعقل بالقلب بالارادة بالايمان باليقين بالعزم بالثبات بالتأني بالجلد والتعلم استطاع يونس الدلو ان يغرس في روح ابنه محمد روح التحدي والنجاح.
استطاع محمد يونس الدلو ان يهزم إعاقته.
استطاع يونس الدلو الاب ان يضخ روح الارادة الوثابة والتميز والابداع في جسد محمد الضعيف المعاق.. محمد يريد ان يجعل المجتمع يسمع صوته.
محمد يتمني ان تكون هناك جهة حاضنة ترعي اصحاب الاعاقات من ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يحب ان يسميهم متحدي الاعاقة الذين تحدوا بصبر وثبات وايمان ويقين هذا الوهم المسمي إعاقة.. محمد مثال للارادة والتحدي والنجاح.. مثله في ذلك مثل كل فلسطيني حر يعيش في وطن يرزح تحت نيران الاحتلال والقهر.. ولكن إبداع وفن ورسومات محمد يونس الدلو كالافكار البراقة لها اجنحة تخرج وتتجاوز الحدود والحواجز لتصل لكل الدنيا عبر أم الدنيا.. رسومات محمد يونس الدلو موجودة علي موقعه لكل انسان يريد ان يستمتع بفنه الرفيع وأفكاره البراقة.