الجمهورية
جمالات يونس
مصنع تائه يا أولاد الحلال!
لا أدري تحت أي مسمي يمكن أن نضع إعلان وزارة الصحة عن مفاجأة مصنع ألبان الأطفال الذي اكتشفته بالصدفة والذي يتبع شركة أكديما للدواء التابعة للدولة والأكثر من ذلك أن الشركة شريكة في المصنع!!
مصنع "لاكتو" المكتشف منذ أيام يعود تاريخ انشائه الي عام 2002 وينتج 35 مليون علبة سنوياً يصدرها للخارج رغم أن احتياجات مصر كلها لا تزيد علي 19 مليون علبة اضطررنا لاستيرادها من الخارج حينما حدثت أزمة ألبان الأطفال ودفعنا بالعملة الصعبة رغم ندرتها في بنوكنا وقد استوردت القوات المسلحة الألبان بالسعر العالمي ويعادل 60 جنيهاً للعلبة وباعته بثلاثين جنيهاً رأفة بالأطفال بينما كان مصنع "لاكتو" يطعم أطفال العالم بأجود أنواع الألبان من خير مصر.
أخطر ما في الأمر أن القائمين علي شركة أكديما من الإدارة القديمة قاموا بالتدليس علي الدولة وأخبروا وزارة الصحة بأن المصنع متوقف عن العمل منذ عام 2006 رغم أنهم يعملون ويصدرون انتاجهم لهولندا أكبر دولة منتجة لألبان الأطفال مما يعني ضرورة تدخل الرقابة الإدارية للاجابة عن علامات الاستفهام الكثيرة التي تحيط بهذه الوقائع الغريبة!!
وأعتقد أن أهم الاسئلة التي تحتاج لاجابة عاجلة لها هو إعلان اتحاد الصناعات الغذائية أن المصنع تقدم بعرض لتوريد ما يحتاجه السوق المصري وقت أزمة ألبان الأطفال وتجاهلت وزارة الصحة ذلك!
ولماذا فضل المسئولون في الصحة وقتها انفاق 250 مليون دولار لتوفير ألبان من الخارج رغم ما يمثله ذلك من ضغط شديد علي موارد الدولة في وقت حرج.
وإذا كانت واقعة المصنع الخفي تكشف بجلاء أننا نعمل في جزر معزولة ومازلنا وأن كل ما تشهده مصر من محاولات النهضة والتقدم لم تصل للجهاز المركزي للدولة الغارق في الفساد والاهمال والذي يهددنا بشكل يفوق الإرهاب الخارجي والداخلي ومؤامرات الأجهزة المخابراتية فإن الكشف عن المتورطين في هذه المهزلة سيقودنا لخيوط كثيرة لأن وزير الصحة زف إلينا خبر اكتشافه المهم ولم يقل لنا انه سيفتح الملف ويبحث عن المسئولين.. لذا أتصور أن الرقابة الإدارية هي الجهة الوحيدة القادرة علي كشف كل الخيوط.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف