ماهر عباس
المزايدات .. وثوار السبوبة
النجاح الكبير الذي حققته زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي لأمريكا والحفاوة التي واكبتها كان متوقعاً مع الادارة الجديدة بقيادة ترامب وعكس استهلاك الزيارة بـ "تغريدة" الترحيب من ترامب بالتأكيد علي أن العلاقات المصرية الأمريكية بدأت مرحلة جديدة وهذا ما جعل القيادة الأمريكية تتأكد أنها خسرت كثيراً في سنوات أوباما من خلال إدارة علاقاتها مع مصر.
لن أقف طويلاً عند الزيارة ونتائجها التي جاءت عقب قمة عربية كان الحضور المصري فيها واضحاً من نتائجها قمة تمت بين الرئيس السيسي والملك سلمان. الأمر الذي جعل الزميل الصديق الكاتب جلاء جاب الله رئيس مجلس إدارة دار التحرير "الجمهورية" يقول في مقاله "قمة السيسي ـ سلمان أحيت الميت" ـ يقصد قمة البحر الميت ـ في اشارة بليغة إلي أن الحوار المصري - السعودي يتجاوز أي خلافات بين البلدين وأنهما بالفعل جناحا الأمة العربية.
لقاء السيسي ـ سلمان جاء خطوة مهمة في علاقة بلدين بينهما مصير مشترك يضرب في اعماق التاريخ ويتجاوز الأرض والجغرافيا وخلاف الجزيرتين.. وأي خلل في علاقاتهما يؤثر علي توازن القوي في منطقة ساخنة هي الأكثر توتراً في العالم. وأقول للذين يحاولون تعكير صفو العلاقات المصرية ـ السعودية وايضا لا يسعدهم النجاح الكبير الذي حققته زيارة الرئيس لأمريكا كفي سبوبات ثورية علي حساب مصالح الوطن العليا.
للأسف هناك فريق يغرد خارج سرب المصالح المشتركة لمصر مع اشقائها العرب من ناحية ومع العالم الخارجي من ناحية أخري لا انكر أن الدفاع عن الأرض اسمي وأشرف أنواع النضال ومراتبه.. ومحاولة البعض ان يدخلنا مع نجاح قمة "الميت" بين الرئيس السيسي والملك سلمان وايضا ما واكبة من نجاح زيارة أمريكا ان يشغلنا بقضية تيران وصنافير.. في الوقت الذي نؤكد ان علاقات القاهرة - الرياض تتجاوز هذا الوضع إلي مراحل اشمل وأعمق في أمة يحيطها خطر واضح ولا تقف عنده سياسة بلدين كبيرين.
هذا الفريق الذي اطلق علي نفسه القاب ثوار ونشطاء وحقوقيين اغلب الظن انه يغرد بعيدا عن مصالح الوطن ويدخلنا مسارات تبعدنا عن الهدف الاسمي لبناء الوطن وهذا ـ من وجهة نظري - اتجاه واهتمام الشعب المصري.
تابعت ما قاله الاستاذ خالد علي المحامي في تعليقاته مؤخرا ـ بعد الحكم الأخير وما قبله ـ الحقيقة مصر وشعبها يرفض المزايدات والأجندات الخاصة ولا يمكن التشكيك في وطنية وفي اعتقادي أن معارضة أي قرار تأخذه الدولة أو خطوات نجاح تحققها نوع من الابتزاز السياسي والوطن أكبر من المزايدات والابتزاز وتجاوز ما يمكن تسميته بـ "ثوار السبوبة" التي تدعو مواقفهم للأسي وكثير منهم باحثون عن مصالح شخصية وأن الجلوس مع كاميرات القنوات الفضائية لا يبني الأوطان.
كل ما اتمناه ممن يسمون انفسهم الثوار ان يقرأوا التاريخ أما نقد كل نجاح سياسي وفق أجندات معروفة أو اثارة قضايا يقول القضاء فيها كلمته - لا نملك التعليق عليه - يعوق مسيرتنا ويجرنا إلي حوارات لا معني من ثوار السبوبة وما أطرحه عليهم اطرحه علي فضائيات نص الليل وضيوفهم "كفانا كلاما وتنظيراً" الأوطان لا يبنيها مناضلو الفضائيات.