الجمهورية
عبد الرحمن فهمى
حتي الشرقية.. يا زمالك
نعم.. حتي الشرقية.. يا زمالك.. ليس هذا تقليلاً من ناد صاعد جديد إمكانياته ليست في مستوي ناد كبير ــ تاريخياً ومادياً واسماً ــ هذا النادي الذي أراد أن يعوض هزيمتين متتاليتين فكان المفروض أن يحشد كل قوته ليعود إلي مكانه في الجدول.. كان المفروض أن يضمد جراحه علي حساب ناد جديد علي الجدول!! فكانت المفاجأة ورغم أن الزمالك كان طوال الشوط الثاني أمام مرمي الشرقية دون جدوي.. أعطوا الزمالك فرصة ثانية.. ست دقائق وقتاً بدل ضائع.. أيضاً دون جدوي.. فيه حاجة غلط.. ليس حكاية مدرب.. ولا لاعبين.. ولا مجلس إدارة.. وهذا يحدث كثيراً لأكبر الأندية في مصر وخارجها.
مرة.. زمان.. نادي السكة الحديد وكان قد هبط ثم عاد.. لعب مع الأهلي علي ملعب الأهلي.. لم يكن هناك استاد بعد.. ماذا كانت النتيجة؟!!.. فازت السكة بكام؟؟.. فازت السكة بستة أهداف!! نصف دستة.. وكانت فضيحة للبطل متصدر الدوري أطول سنوات.. يومها كتبنا مانشيت "السكة الحديد تهزم الأهلي".. بدلاً من السكة!!.
****
لذلك لم تعجبني تعليقات الزملكاوية علي ما يسمونه "توتير" وغيره يقولون إن الزمالك خرج "بالثلث" من المنافسة.. والثلث يقصدون ثلاث هزائم متتالية تريقة وشماتة لا لزوم لها والأهلي نفسه تعرض من قبل لما هو أكثر من هذا خاصة في الفترة التي رأس فيها صلاح دسوقي رئاسة النادي عندما كان محافظاً للقاهرة.. والذي انقذ الأهلي زملكاوي حتي النخاع المشير عبدالحكيم عامر حينما عزل صلاح الدسوقي وحل محله الفريق مرتجي.
****
أساس شعبية هذه المستديرة المجنونة هي المنافسة "الشريفة" بين القطبين الكبيرين.. وارجعوا إلي أغاني وأفلام الستينيات وكلها عن المنافسة بين الأهلي والزمالك.. وفي نفس الوقت كانت المنافسة شريفة.. يوم يفوز الأهلي بالدوري مجلس إدارة الزمالك ومعه جورج سعد يذهب إلي النادي الأهلي ومعه "كرتونة" تصور كرتونة ليس علبة.. كرتونة من أفخر أنواع الشيكولاتة من جروبي وباقة ورد أطول من جورج سعد.. ويكون مجلس إدارة الأهلي في الانتظار هو وجماهيره لتأخذ الورد من جورج وتحمل جورج نفسه فوق الأعناق ويدخلون النادي يهتفون للأهلي والزمالك معاً.. نفس هذه الحكاية بالضبط بالضبط حينما يفوز الزمالك بكأس مصر ومع جماهير الأهلي وعلي رأسهم طلبة صقر.. كبير المشجعين مثل جورج سعد.. كانت الروح حلوة.. والعلاقات أخوية رغم شدة المنافسة.. ولم يكن هناك التراس ولا غيره!!.
****
سافر ذات عام النادي الأهلي إلي فلسطين قبل عام 1948 ببضع سنوات بناء علي رجاء من أندية العرب.. ولبي الأهلي النداء.. ورغم أن اتحاد الكرة برئاسة محمد حيدر رفض السماح له بالسفر بناء علي طلب المندوب السامي البريطاني.. وكان فؤاد سراج الدين وزيراً للداخلية لذا قام بتذليل كل العقبات وسافر الفريق بدون موافقة الاتحاد وهذا خطأ من الجوازات والجنسية.. لذا قرر اتحاد الكرة وقف النادي الأهلي عاماً بأكمله عن اللعب.. عاماً 12 شهراً.. يعني موسماً وربع موسم.
جاء موعد مباراة الكأس النهائية التي كان يحضرها الملك فاروق.. عرف الملك أن المباراة بين الزمالك "المختلط أيامها" وبين الترسانة.. طلب الملك من أحمد باشا حسنين أن يكون الأهلي بدلاً من الترسانة.. هذا مستحيل طبعاً!!.. فقرر الملك عدم حضور المباراة.. انقلبت الدنيا.. قرر أحمد حسنين باشا إصدار قرار ملكي بالعفو عن الأهلي ليلعب المباراة.. وقد كان.. كان طبيعياً أن ينهزم الأهلي بستة أهداف ومع ذلك مرت الأمور ببساطة وتعانق لاعبو الناديين عقب المباراة أمام الملك.. متي تعود هذه الأخلاق الرياضية؟!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف