بوابة الشروق
سارة راشد
حنين لزمن فيروز الجميل
فيروز المحبة، فيروز الجمال، فيروز الصيف والشتا، فيروز الصباح المعطر، فيروز عندما سكن الليل وللبدر عيون ترصد الأيام...

فيروز تنشدنا المحبة والأصالة، تنشدنا النظر للمعانى الحقيقية فى الحياة..

ولا تعاندها ولو كابدتها...

تنشدنا تأمل الكون بأوقاته وجماله وشكر النعم من طعام وصحبة وحبيب يكتم حبه، شغله حب الوطن ومعاناته عن الموعد واللقاء...

وإذا سمعت فاسمع البلبل ما بين الحقول يسكب الألحان... ولما شفتك شفتك عالطاحونة..

وبين الأصالة والمعاصرة تذكرنا بالأوقات ومعانيها وتسألنا برقة وفلسفة هل شربت الفجر خمرا؟ هل جلست العصر مثلى؟

تنشدنا المكان ببساطته، بين جفنات العنب وتحت العريشة، مكان بسيط ولكنها تلفتنا إلى أننا تحت العريشة (سوا) وتحت الشتا تركوا بعضن... والصبية اللى وصلت على ساحة ميس الريم... وهنالك عند التلال تلال... تنام وتصحو على عهدنا...

وهيلا يا واسع مركبك راجع... حتى نصل معها للمكان القلب، المكان الوطن لبنان، مصر والقدس العتيقة...

هناك تنشدنا الهوية، تذكرنا بالعهد وراجعين يا هوى، ودار الهوى، الأرض، وزهرة البساتين وزهرة المدائن والحرية الزهرة البرية ومن أجل ذلك كله تصلى..
وإننى أصلى....
من أولى القبلتين وليلة الإسراء إلى مصر التى عادت شمسها الذهب...على اسم الوطن تغنى وتركع... وتصلى...
الحب عند فيروز غاية عظمى...أنفاس الحياة وأنغامها.. فلأجله تختزل الأوقات صيف وشتا ويحلو الانتظار...
لأجله تختفى الكلمات ولا تكفى الرسائل من جواب حروفة مبللة وطير بيجى
وبيروح لحبيب ناسى مواعيده.. وخللى الليل يعاتب ليل وموال يجرح موال...
الحب عند فيروز يغير الكون... حتى صارت الزغلولة تاكل على إيدى اللوز
والسكر... حب ينثر الرحمة والإحسان.. وصار القمر أكبر..
لما رجعت الشتوية ضل افتكر فى.. افتكر وفاء... افتكر دعاء.. ولا تحزن يا حبيبى إذا طارت العصافير...
فما كان إنشادها إلا تأملا مسبحا وشدو طير تنعم فتحدث بالنعم وأرسلها بشرى للغافلين.. وما كانت قصص المحبين فى زمن فيروز إلا تعظيما للحب والحكمة...
الجيرة والعشرة ودكان حنا السكران وبنت الجيران... وليلة عيد... والبنت الشلبية... وكرم اللولو.. وقمح..
هكذا تذكرنا فيروز.. فايق ولا ناسى....؟
تذكرنا ببذل المعروف وبالخير ويا ميت مسا عللى ما بيرد المسا.. يا ميت مسا
كان الزمان وكان.. بنيات وصبيان.. وهل نحن إلا بنيات وصبيان جرى بهم الزمان.. تذكرنا فايق ولا ناسى..
زماننا الذى جرى فيه النسيان مكان ما كتبنا.. و يا خسارة ما كتبنا.. كتبنا 100مكتوب ولهلق ما جاوبنا...
يأتينا الموال معها صوت أذان ونداء ودعاء وسؤال ورجاء..
عودوا قبل ما الجفا يغمر ليالى العمر..
عودوا.. اتذكروا..
زورونى كل سنة مرة..
وكأنها تقول غنائى إيمان.. غنائى تسبيح وصلاة.. وقصصى هى قصصنا
وهى حكاوينا.. منها الحكمة والعبرة.. عسى الله يهدينا.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف