زمان كان لدينا نواب يشار اليهم بالبنان، إذا تحدث أحدهم اهتزت القاعة وإذا تقدم الآخر باستجواب ارتبكت الحكومة .
رأينا كثيرين من أمثال هؤلاء قبل الثورة و بعدها ومن بينهم علوى حافظ رحمه الله الذى طالب بإخلاء القاعة من النساء عند استجواب وزير الثقافة حتى لا يخدش حياءهن ومنهم أيضا سيد رستم ومحمود زينهم و فكرى الجزار و غيرهم.
ومن ينسى الدكتور رفعت المحجوب البرلمانى (المعين) الذى كان يترك المنصة ليشارك برأيه فيما يعرض على البرلمان من مشروعات قوانين، ومن ينسى مقولته الشهيرة (أين أنت يا حمرة الخجل) معقبا» على استجواب شقيقه عبد الخالق المحجوب وتاركا المنصة حتى يأخذ المستجواب حقه فى تلاوة استجوابه .
وحتى فى التاريخ القريب رأينا «فرسانا» للمعارضة يقودهم أبو العز الحريرى رحمه الله وسعد عبود ومحمود السقا فى ظل وجود البرلمانى المخضرم الدكتور فتحى سرور الذى كان يدير المنصة باحتراف وتوزان بين نواب الحزب الحاكم ونظرائهم فى المعارضة .
تلك المشاهد يستحضرها المتباع للمشهد البرلمانى اليوم، الذى يتسم أحيانا بشيء من الارتباك, وقد يوصف بالأداء المتخبط فى غياب بوصلة ترشد بعض أعضائه إلى الأداء المستقيم وفى ظل هيمنة تبدو حكومية على البرلمان .
و بناء عليه أعطت فئات من الشعب ظهرها لبرلمانه بعد أن انقسم نوابه إلى قسمين أحدهم انصرف للمناسبات كالمآتم والأفراح فى دائرته تاركا «همومها» (على ما تفرج) ، والنصف الآخر تفرغ للفضائيات «متنقلا» بين برامج التوك شو فى محاولة للظهور من قبيل إثبات الذات ألم نقل لكم من البداية أن هناك فرق بين نواب و نواب !