وجدى زين الدين
زيارة السيسى لأمريكا.. وقضايا الإرهاب
زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى لأمريكا، والحفاوة البالغة التى لاقاها هناك ولقاؤه مع صناع القرار الأمريكى ابتداءً من الرئيس ترامب وانتهاء بزيارة «البنتاجون»، عكست تحولاً جديداً فى القرار الأمريكى.. ولا نكون مبالغين إذا قلنا إن هذا التحول يعد جذرياً فى العلاقة مع مصر، فخلال تولى الإدارة الأمريكية السابقة على يد باراك أوباما، كانت أمريكا تماس حرباً شعواء على مصر، وباقى الدول العربية، بل ومارست ضغوطاً عنيفة على المنطقة العربية من أجل تنفيذ مخطط جهنمى ضد الدول العربية، ونجح هذا المخطط فى سوريا والعراق واليمن وليبيا، وبفضل من الله وعونه وعزيمة الشعب المصرى الأبى، فشل هذا المخطط فى مصر.
لقد استخدم «أوباما» جماعات الإرهاب والتطرف من أجل تنفيذ مخططات التقسيم، واستخدمت أمريكا جماعة الإخوان، وصنعت جماعات متطرفة مثل داعش والقاعدة وخلافهما لتنفيذ هذا المخطط، وعاشت المنطقة العربية سنوات عجافا شديدة، تعرضت خلالها لكل أنواع الضغوط الشديدة، ومن هذه الدول من سقط فى براثن هذه المخططات، وسلمت مصر بعون من الله وإرادة شعبها، وتماسك جيشها من هذا السقوط المروع.
وراحت مصر تعلن الحرب الضروس على التطرف وأصحابه وما زالت حتى كتابة هذه السطور تخوض الحرب الشعواء على الإرهابيين، وعندما جاءت إدارة أمريكية جديدة، اختلفت الصورة وتبدلت، وراح «ترامب» الرئيس الأمريكى الجديد، يساند مصر فى حربها على الإرهاب وتم استقبال الرئيس السيسى على أروع ما يكون فى الولايات المتحدة، والتقى مع جميع صانعى القرار الأمريكى، ما يعنى أن هناك تحولاً جذرياً فى السياسة الأمريكية التى تدرك أهمية وقيمة مصر المحروسة بعناية الله.
يبقى السؤال المهم: كيف سيكون هناك تعاون بين أمريكا ومصر فى الحرب على الإرهاب؟! هل سيتم تبادل المعلومات بين البلدين؟! وهل ستقدم واشنطن المجرمين الإرهابيين على أراضيها من جماعة الإخوان الى القاهرة حتى يتم محاكمتهم على جرائمهم؟!.. هناك عشرات الأسئلة التى سيتم طرحها فى إطار هذا التعاون وتلك المساندة مع مصر فى الحرب على الإرهاب.
وعلى أية حال، فإن الأمل مازال قائماً فى أن يترجم هذا التعاون على الأرض ليكون واقعاً وحقيقة.. ومن الأمور المبشرة فى هذا الشأن أن المتحدث الصحفى بالسفارة الأمريكية بالقاهرة، عقد يوم «الخميس» الماضى مؤتمراً صحفياً قال فيه إن المباحثات الأمريكية ـ المصرية، ناقشت ملف جماعة الإخوان الإرهابية، وكذلك قال اللواء مجدى عبدالغفار وزير الداخلية إن زيارة الرئيس لأمريكا عكست تحولاً جديداً فى قضية مكافحة الإرهاب، وهذا ينبئ عن شىء مهم وبالغ الأهمية هو أن هناك تعاوناً جديداً لأمريكا مع مصر فى مكافحة الإرهاب، وأعتقد أن ذلك قد يشمل تبادل المعلومات فيما يختص بالإرهاب، أو قد يتعلق بتفعيل تسليم الإرهابيين الى مصر من المقيمين فى الولايات المتحدة، وهذا ما ستكشف عنه الأيام القادمة.. وعلى كل حال قد نجحت زيارة الرئيس نجاحاً باهراً فى هذا الشأن.