احترت كثيرا في تصور شكل العالم، في عهد الرئيس الأمريكي الجديد، دونالد ترامب. فقد اطلق الرجل طوال حملته الانتخابية، تصريحات صادمة في معظم الأحيان، من عينة منع المسلمين من دخول أمريكا، وبناء جدار عازل مع المكسيك، وطرد المهاجرين غير الشرعيين، والزام دول مثل المانيا والسعودية واليابان بتحمل فاتورة الدفاع عنها. وفتح ترامب النار علي حلف الناتو ووصفه انه عفا عليه الزمن،وهدد بالغاء اتفاقيات تجارية. كما هاجم الصين وغيرها.بينما ابدي اعجابه الشديد بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين... الخ الخ. وبعد مرور اقل من مائة يوم علي توليه السلطة. فشل ترامب في تنفيذ وعده بمنع او وضع قيود علي دخول المسلمين بسبب تصدي القضاء الامريكي لأوامره . أما الجدار العازل فلم يعد يتحدث عنه. وعن علاقة بلاده بحلف الناتو،فوجئنا بمواقف داعمة له، وان كانت قد اسفرت تصريحات وضغوط ترامب عن زيادة مساهمات الدول الاعضاء خاصة المانيا في ميزانية الحلف، لكنه لم ينسحب منه - كما تصورنا - عندما قال عنه انه عفا عليه الزمن .ثم فوجئنا ايضا بلقاء ترامب مع الرئيس الصيني في فلوريدا، بعد ان هاجم بكين كثيرا،وان كان قد صاحب ذلك القيام بتوجيه ضربة صاروخية مفاجئة لقاعدة الشعيرات الجوية في سوريا، فسرها البعض بأنها تحمل رسالة تحذير إلي كوريا الشمالية والصين معا . ووجه ترامب كلمة عجت بالتهديدات للرئيس السوري، رغم انه سبق وأكد ايمانه بالحل السياسي للأزمة، كما اكد ان اجتثاث داعش هو هدفه، وليس ازاحة الأسد.تناقضات بين الأقوال والأفعال. تدعو للحيرة، والتأني في اتخاذ المواقف والسياسات، في زمن تتزايد فيه الذئاب، وتتعقد المصالح بين الكبار، علي كوكب الأرض.