بكل المقاييس نحن أمام زيارة ناجحة للرئيس عبدالفتاح السيسي إلي واشنطن.. معايير النجاح يمكن لأي باحث مبتدئ أن يرصدها حتي ولو لم يحضر جلسات العمل المكثفة التي أجراها الرئيس صباحا ومساء خلال الايام الستة للزيارة.. النجاح يرصده في الترحاب الاستثنائي الذي أبداه ترامب عند استقباله للسيسي، وفي التصريحات التي لا تحتمل تأويلا ويؤكد خلالها انتهاء عصر البرود والترصد الذي حكم علاقة البلدين أثناء حكم أوباما.
النجاح أيضا يمكن رصده من خلال كل التصريحات الإيجابية التي خرجت علي لسان مسئولي مراكز الأبحاث الأمريكية وهؤلاء مسئولون عن وضع الاستراتيجيات وصنع السياسة الأمريكية. نجاح الزيارة في شقها السياسي بلا حدود وأتت ثماره والرئيس داخل واشنطن.. نحن أمام إعادة الدفء الي العلاقات الباردة بين البلدين، وأمام دعم غير محدود من البيت الأبيض لمصر الجديدة. نجاح الشق الاقتصادي للزيارة ستظهر ثماره خلال أسابيع، وربما خلال شهور.. الأهم انه تم دراسة خفض نسبة المكون الاسرائيلي في المنتجات المصدرة للولايات المتحدة من 10.5٪ كما هو حاليا الي 8٪ كما تأمل مصر.. ومن المنتظر وصول وفد أمريكي خلال أسابيع لبحث فرص الاستثمار. هناك نجاح مهم فيما يتعلق بالتقاء الرئيس بالمصريين في الولايات المتحدة، حيث نقل لهم ملامح الصورة بدون تهوين او تهويل وطمأنهم علي مصر وعلي الخيار الصعب الذي اختارته لتصحيح المسار. الزيارة في مجملها ناجحة، وتستحق ـ بجد ـ أن نقول عنها إنها زيارة استثنائية من رئيس استثنائي في أدائه وفي حجم التحديات التي تواجهه.. ويمكن القول إن ترامب ايضا رئيس استثنائي لأمريكا بما له وما عليه.