المصرى اليوم
سمير فريد
الحرية «ريشة» على رأس الدولة ووزارة «النواعم» الثقافة سابقاً!
«المصرى اليوم» تعيد نشر مقالات مختارة

للكاتب الكبير الراحل سمير فريد

■ حرية الصحافة ليست من أجل الصحافة والصحفيين، وإنما من أجل المجتمع، وكذلك حرية كل وسائل الاتصال بالجماهير.

حرية التعبير «ريشة» على رأس أى دولة تتباهى بها أمام العالم. بل ومن دون هذه الحرية تقلّ الاستثمارات المحلية والأجنبية فى أى دولة، فالمستثمر يضمن بها استثماراته، ويحتمى من أى بطش أو ابتزاز «قوى الشر».

■ منذ عشر سنوات، أطلق كاتب أمريكى متواضع تعبير «القوى الناعمة» كنقيض «القوى الخشنة» أو استخدام السلاح.

ومن دون تفكير بدأنا نردد هذا التعبير وكأنه صدر بقرار من الأمم المتحدة، وعلينا الالتزام به من أجل الشرعية الدولية!

كلمة Soft بالإنجليزية لها جذور وظلال تختلف عن جذور وظلال كلمة «ناعم» بالعربية، وهى ترجمة الكلمة الإنجليزية. وما قصده الكاتب الأمريكى القوى الثقافية للمجتمع من فكر وعلم وأدب وفن ودبلوماسية. وقد شاع واستقر فى اللغة العربية كلمة ثقافة للتعبير عن هذه القوى، وشاع واستقر أن كلمة ناعم ترتبط بالمرأة، فيقال الجنس الناعم مثلاً، ولو أن النعومة لا ترتبط بالنساء فقط، كما ترتبط بالممارسة الجنسية بين الرجل والمرأة على نحو ما.. والناعم أيضاً هو الخفيف والسهل والسطحى.

ولذلك لم أستخدم تعبير «القوى الناعمة» أبداً.. وأنزعج كثيراً عند قراءته فى مقالات بعض الكُتاب، ولكنه وصل إلى البيان الرسمى للحكومة أمام البرلمان، ووصل أخيراً إلى وزير الثقافة نفسه، حلمى النمنم، فى مقاله الأسبوعى بـ«المصرى اليوم».. إذن لابد من تغيير اسم وزارة الثقافة لتصبح وزارة القوى الناعمة، وتأمّل أى فلاح مصرى مثلاً عندما يسمع أن المفكرين والعلماء والأدباء والفنانين هم «نواعم» الأمة المصرية!

■ هناك فرق بين الرأى الذى يحتمل الجدل والنقاش، والخطأ المهنى الذى لا اختلاف على أنه خطأ.

وفى الأسبوع الماضى، أعلن مهرجان الإسكندرية السينمائى لدول البحر المتوسط عن إقامة مسابقة خاصة للأفلام العربية، رغم أن أهم الدول العربية المنتجة للسينما من دول المتوسط، وهى مصر وسوريا ولبنان وفلسطين وتونس والجزائر والمغرب، وهذا يعنى أن المقصود دول الخليج فقط.. فلماذا لا تتم دعوة شخصيات خليجية وعرض أفلامهم فى عروض خاصة من دون إقامة مسابقة ثانية!.

وفى الأسبوع الماضى، أعلن مهرجان القاهرة السينمائى الدولى عن منح جائزة فاتن حمامة للتميز إلى الممثل أحمد حلمى، بعد أن أعلن عن منح جائزة فاتن حمامة التقديرية للمخرج محمد خان.. ومنح جائزتين باسم شخصية واحدة خطأ مهنى لا مثيل له فى أى مهرجان فى العالم، ولا فى تاريخ كل المهرجانات، ثم ما هو الفرق بين الجائزة التقديرية وجائزة التميز، أليس التقدير للتميز، والتميز يعنى التقدير.. أليس مراعاة الأصول المهنية أهم أسباب النجاح والاحترام.

نشر فى «المصرى اليوم» بتاريخ ٨/٥/٢٠١٦
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف