بوابة الشروق
حسن المستكاوى
حراس القلعة الحمراء..
** يكرم غدًا مجموعة من محبى النادى الأهلى وعشاقه حسن حمدى، رئيس النادى الأسبق، بمناسبة تكريمه من قبل الاتحاد الإفريقى. وهؤلاء الذين يشاركون فى التكريم أطلق عليهم منذ زمن «حراس القلعة الحمراء». وهم بعض الحراس، فعلى مدى 110 أعوام رسخت أجيال النادى قواعد تحمى الكيان، وتضعه فوق الأشخاص. ولم يكن الأهلى ناديا عاديا وإنما مؤسسة رياضية واجتماعية وثقافية وفنية، وكانت حفلات النادى فى الأوبرا تقام كل عام ويحضرها السلطان والملك، ويقدم عروضها أعضاء فى النادى، ومنهم أمينة رزق، وسليمان نجيب، ويوسف وهبى، ومحمد عبدالقدوس.
** عرفت حسن حمدى زميلا فى كلية التجارة، ولاعبا نجما فى الأهلى ووزيرا للدفاع، وتميز بهدوء أعصابه، وتركيزه، وحين بدأ رحلته مع الإدارة، أبدع فى تقديم تصورات جديدة على الكرة المصرية. مثل صندوق اللاعبين، ولائحة المكافآت ولجنة الكرة، وهى لجنة مهمة، لكنها تصلح للزمن الذى كان قائما على الهواية. وفى جميع مراحل عمله بالإدارة من مدير للكرة إلى رئيس للنادى، يتكلم حسن قليلا، لسببين. الأول أنه يرى أن رئيس الأهلى لا يجب أن يتحدث أكثر مما يعمل، وأنه لا يبحث كرئيس للنادى عن الأضواء وعن الشهرة، إذ يكفيه أن يكون رئيسا للكيان ضمن عشرات من كبار الشخصيات المصرية. والسبب الثانى هو أن حسن حمدى ليس بليغا فى الخطابة، ولا يحب الخطابة. لكنه صاحب قرار. وكل منصب إدارى يحتاج إلى صاحب القرار ثم إلى من يتحدث عن هذا القرار فى بعض الأحيان.
** حقق حسن حمدى أصعب معادلة.. وهى الجمع بين عمله فى إعلانات الأهرام، ورئاسة الأهلى. فربح مؤسسة الأهرام وربح الأهلى. وأعطى الأهرام أقصى فائدة. وأعطى الأهلى أقصى فائدة. وهى معادلة شديدة الصعوبة. فهى أن يعدل بين مؤسستين كبيرتين، وهو كزوج يعدل بين زوجتين جميلتين، وكلتاهما تشعر بأنها الفائزة الأولى. واستند فى هذا على معلومات كثيرة. لكن بالأرقام قدمت مؤسسة الأهرام أكبر عرض رعاية للأهلى بقيمة 140 مليون جنيه تقريبا، وربحت من هذا العرض ملايين، كما ربح الأهلى.
** بعد سنوات، وبعد أن ترك حسن حمدى الأهرام، وترك الأهلى، دخلت المؤسسة الصحفية العملاقة فى مزايدة رعاية النادى ووصل عرضها إلى 240 مليون جنيه تقريبا، عن نفس المدة. التى كانت بقيمة 140 مليون جنيه. ومعنى هذا العرض أن الأهرام ربحت من رعاية الأهلى. وإلا ما كررت الدخول فى سباق المزايدة الذى انتهى لمصلحة شركة أخرى، وهى شركة كبيرة فازت أخيرا بالحقوق الاقتصادية للدورى الإسبانى.
** أراها معادلة شديدة الصعوبة. لكن حسن حمدى نجح فيها. فأعطى الأهرام أقصى ما تريد، وأعطى الأهلى أقصى ما يستحق.. وكان حريصا على مصلحة عمله المهنى وعلى منصبه التطوعى.. وغدا يوم آخر من أيام تكريمه على ما أعطاه لناديه. وقد حظى بتكريم أول وثانى وثالث. كأن تكريم الاتحاد الإفريقى فتح أبواب التكريم على مصراعيها.
** الذين دخلوا غرفة مجلس إدارة النادى الأهلى بمقاعدها الحمراء، يشعر أنه دخل قلعة لها حراسها. ومهما تغيرت الأسماء، وتغير الأشخاص، فمجالس إدارات الأهلى تتوارث حراسة القلعة، ولا يفرط مجلس واحد فى تلك الحراسة، لايستطيع أن يفرط!.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف