فى الحلقة الثانية من برنامج «سى السيد» نرى «نانى» (فتاة جميلة مسترخية على حافة حمام سباحة مرتدية لباس البحر.. تظهر أنوثتها فى تناقض تام مع حديثها مع «إحسان» مقدم البرنامج ورئيس جمعية المقهورين فى الأرض وصاحب قناة «الرجال عائدات».. حيث تظهر فى البرنامج الرضوخ لنموذج سى السيد الرجعى.. المتشدد.. الصارم الذى يرفض مجرد خروج زوجته من المنزل).. وتصيح مؤكدة فى حراره:

- بالعكس.. هو فين سى السيد؟!.. أنا شخصياً أتمنى أتجوز واحد زى سى السيد.. المرأة يعنى العطاء.. والعطاء مش ممكن يظهر إلا أما الزوجة تبقى مطيعة لأوامر جوزها الصارمة.. أوامر سى السيد.

يبادرها «إحسان» متسائلاً:

- عظيم.. انتى متخيلة سيناريو يوم فى حياتك مع «سى السيد»؟!

- طبعاً.. أما يخرج يروح شغله الصبح حاجرى وراه لغاية الباب ماسكة له البخور وأدعى له بالتوفيق والنجاح والرزق الكتير، زى بالضبط ما كانت تيتة بتعمل مع جدو.. وأمينة مع «سى السيد».. ومش حاسأله رايح فين وجاى منين؟!.. أنا مهمتى أستناه أما يرجع أركع تحت رجليه.. أدلكهم بالمية والملح.. يأشر أنفذ.. يؤمر أطاوع.. يشاور يلاقينى أقرب له من حبل الوريد.. يزعل منى.. تكفى نظرة.. مجرد نظرة غضب واحدة منه.. ومن قبل ما يتكلم يلاقينى انكمشت فى مكانى.. دموعى سبقانى بتطلب الصفح والمغفرة.

يظهر رد الفعل على وجه «إحسان» تأثراً (غير مصدق وجود هذا النموذج) الدموع تنسال من عينيه فى حسره.. رد الفعل على وجه «نانى» التى تهتف:

- أستاذ «إحسان».. استوب يا جماعة..

يتوقف التصوير.. و«نانى» تتساءل فى حيرة: أنا مش فاهمة دموعك دى تفسيرها إيه؟! مش مصدق إن فيه واحدة كده؟!

- إيوه.. تقدرى تقولى إن دى دموع الفرح لأنى لاقيت واحدة كده..

- حقيقى؟!

- طبعاً.. أمال إحنا عاملين القناة ليه؟!.. الطبيعى إننا نبقى متصورين إن نموذج «سى السيد» انتهى من الوجود.. انتى أحييتى الأمل فى قلوب كل الرجالة.

■■■

يقرر «إحسان» إلحاق «نانى» كمقدمة برامج فى القناة.. وفى الاستديو الكاميرات تكشف عن الديكور المعد.. منضدة إلى اليمين يجلس إليها ثلاثة متسابقين وخلفية مكتوب عليها بخط كبير «فريق المتزوجين» وكذلك إلى اليسار منضدة يجلس إليها ثلاثة متسابقين وخلفية مكتوب عليها «فريق المخلوعين».. وفى المنتصف تقف «نانى» فى مواجهة الكاميرات تهتف:

- أعزائى المشاهدين المعذبين من الأزواج والمطلقين والمخلوعين.. أهلاً بكم فى قناتكم الرائدة «الرجال عائدات» وبرنامجكم (الجايزة لمين)؟! وحلقة النهارده مباراة بين فريق من الأزواج وفريق من المخلوعين.. نبدأ بفريق المتزوجين.. اتفضلوا قدموا نفسكم.. (مشيرة إلى الأول) اتفضل.. الاسم والصفة..

(الرجل ينهض مقدماً نفسه): «منال عونى».. مقهور

(الثانى): «شمس سليمان».. ذليل..

(الثالث): «سناء عامر».. مستضعف..

(يجلسون ونانى تردد): عظيم.. ننتقل لفريق المخلوعين..

(ينهض الأول مردداً): «صفاء على».. منهار..

(ثم الثانى): «أشجان سلامة».. متداعٍ..

(ثم الثالث) «حُسن إبراهيم».. متصاغر.. وحاصل على لقب تانى.. ممكن أقوله

نانى: آه.. اتفضل من حقك..

حُسن: مفعول به..

نانى: حنبدأ بالسؤال الأول وعليه عشر نمر.. ما هو أفضل تعريف للزوج؟.. قدامنا 3 اختيارات.. هل هو:

1- الحيوان الذى يمكن سلخه أكثر من مرة؟!

2- رجل فقد حريته بحثاً عن السعادة..

3- هو الذى يدفع للسوبر ماركت ما كان يدفعه لبائع الزهور.

(منال يرفع يده طالباً الإجابة).. يردد: هو الحيوان الذى يمكن سلخه أكثر من مرة..

نانى: رائع.. عشر نمر لفريق المتزوجين التعساء..

ننتقل الآن لفريق المخلوعين البؤساء.. السؤال الأول:

ما هو الفرق بين الحب والزواج؟!

(حُسن يرفع يده طالباً الإجابة).. ثم يردد: الرجل الشريف لا يتزوج مبكراً.. والرجل العاقل لا يتزوج أبداً.. والحب كالتطلع إلى السماء، والزواج هو الحفرة التى يقع فيها من يسير وهو ينظر إلى النجوم.

نانى: رائع.. نتيجة السؤال الأول التعادل.. والآن إليكم السؤال الثانى.. وهو خاص باختيار «أذل.. أذل الرجال».. فريق المخلوعين.. اتفضلوا رشحوا واحد منكم (يتشاورون.. ثم ما يلبث أشجان أن يرفع يده).. تبادره: سؤال الفقرة هو: (أ) أكمل.. إذا كنت تبحث عن ملح.. فتذهب إلى.. (أشجان يصيح مكملاً): اذهب إلى البحر.

نانى: برافو.. وإذا كنت تبحث عن دموع..

أشجان: فاذهب إلى المرأة..

نانى: هايل.. وإذا كنت تبحث عن كارثة فاذهب إلى..

أشجان: اذهب إلى المأذون..

نانى: ممتاز.. (ب) أكمل: المأذون هو الشخص الذى..

أشجان: المأذون هو الشخص الذى يصرح له القانون بإيقاع شخصين فى مصيبة..

(تصفيق وتهليل وضحكات).. بينما «نانى» تهتف مشجعة: رائع تستحق جائزة «أذل.. أذل الرجال» (ثم تسرع تمد يديها إليه بتمثال صغير يمثل «سى السيد» شعار القناة): اتفضل.. شعار القناة، ثم تناوله شهادة تقدير.. مردد: وشهادة تقدير..

(تصافحه.. يرفع التمثال فى مواجهة الكاميرا والجميع يصفقون.. بينما «نانى» تتناول منه شهادة التقدير) مرددة: اسمح لى أقراها للسادة المشاهدين (تتناولها.. تقرأ):

- تشهد قناة «الرجال عائدات» بأن السيد «أشجان سلامة» هو أذل أذل الرجال.. وتشكره على مجهوداته الجبارة.. وأدائه المميز فى إرساء دعائم.. وتأكيد مفاهيم.. وإبراز معانى.. وتجسيد ملامح المخلوع التعس فى مجتمعنا المعاصر.. راجين له دوام التوفيق واستمرار مسيرة النجاح.. رئيس مجلس الإدارة: «إحسان كامل» (ثم وهى تشد على يده فى حرارة مصافحة) ألف مبروك يا أخ أشجان.. ربنا يوفقك..

(أشجان يبادرها): ممكن أقول كلمة؟!

نانى: قوى.. قوى.. اتفضل..

(أشجان يواجه الكاميرا.. يردد بحماس): أنا باتوجه بالشكر لقناة «الرجال عائدات» ولرائدنا الكبير الأستاذ «إحسان كامل».. ولحضرتك على ثقتكم الغالية فىّ.. وباتعهد بصفتى أذل.. أذل الرجال.. أنى أحافظ على هذه المكانة وأن أظل دائماً عند حُسن ظن إخوانى المخلوعين فى الأرض.. وأن أكون قدوة لهم فى المذلة والاستضعاف والقهر.. والله على ما أقول شهيد (يصفقون جميعاً)..