سكينة فؤاد
العدالة فى توزيع الألم.. فى حوار الأمل..!
نؤيد من؟!! وندين من؟!! والدم كله عربى والخيبة والسقوط عربى و86 مدنيا معظمهم من الأطفال.. دماؤهم ودماء من سبقهم من آلاف القتلى والجرحى وملايين المشردين والنازحين واللاجئين فى رقبة شركاء هذا الصراع الدنىء الذى حول المنطقة العربية ودولة مثل سوريا إلى ساحات قتال لصالح قوى دولية واقليمية وليظل يدفع الثمن أطفال وبشر أبرياء تحولوا إلى وقود للدمار الذى يهدد بإبادة ما تبقى من معالم الحياة للشعب والدولة السورية.
أما من حكماء ـ أما من عقول وقلوب راشدة وقادرة على أن تقود عمليات وإنقاذ وحقن للدماء والحياة وتتراجع عن المصالح الخائبة وتحتكم إلى عقول وضمائر حية وتوقف وضع مصائر شعوب الأمة بين أيدى قوى دولية واقليمية وجماعات إرهابية تديرها بالوكالة لإعادة ترتيب المنطقة لتوفير ظروف أفضل وأسرع لاستكمال المشروع الصهيوني؟!!.
> الجهود التى بذلها الرئيس عبدالفتاح السيسى فى واشنطن لمعالجة ما ارتكبته الادارة الامريكية السابقة من خطايا بحق شعوب المنطقة، ودعم الإخوان والجماعات الإرهابية والمخططات الداخلية والاقليمية والدولية لإسقاط الدول الوطنية وتشويه ما فعله المصريون فى 30/6 وإلحاق مصر بالدمار الذى أنزل بالمنطقة.. يفرض سؤالا مهما.. النتائج المهمة للزيارة هل ستبنى فوقها المؤسسات المصرية المسئولة أو كالعادة ستطوى الصفحة وتستغرق فى النوم؟!! وهل سننتبه إلى أن سلامة الداخل المصرى واطمئنان ورضا الملايين الذين يمثلون الظهير الشعبى المصرى هو أهم دعائم قوة الموقف المصري، بالإضافة إلى ضرورة استمرار دعم السياسات التى اتجهت اليها مصر لتنويع مصادر التسليح وتوازن المصالح والعلاقات مع جميع القوى الدولية الفاعلة والمؤثرة.
> لا أذهب بعيدا عن الدعوة لأهمية سلامة وقوة الداخل المصرى وركيزته الاساسية الذى تمثله الملايين الذين يمثلون الأرصدة والظهير الشعبي، وأنا أذكر وأجدد الدعوة التى لم أتوقف عن توجيهها للوزراء والمسئولين بعدم التوقف عن تقديم إجابات لعلامات استفهام كثيرة تملأ حياة المصريين، وتقديم معلومات وايضاحات وتفسيرات حول القضايا المصيرية والأزمات التى تمس أمنهم الحيوى والاجتماعى والوطني.. وضرورة اعتبار هذا التواصل فريضة وواجب، خاصة بعد أن تكاثفت المخاطر والتحديات التى تتحدى قدرتهم على الصمود وأرصدة صبرهم التاريخية وكل يوم يتوالى الكشف عن حجم ما تعرضت له ثرواتهم البشرية والطبيعية من إهدار وتجريف وتبديد ونهب وما افتقدوا من حقوق أمن وحماية وعدالة.. وفى الأسبوع الماضى قدمت «المصرى اليوم» حوارا على يومين مع رئيس الوزراء و7 وزراء بعنوان «الأمل والألم» وعلى أهمية ما دار فى الحوار إلا أن أغلب الاجابات ظلت بعيدة عن التلامس مع مفردات الواقع والألم الذى يعانيه ملايين المصريين وتقديم اجابات عليها.
> ولفتنى ما أشار إليه الكاتب الكبير حمدى رزق من وجود حملة كراهية ضد الحكومة فى كل التفاصيل اليومية والتى أكد عليها د. مصطفى مدبولى وأنها ليست ضد الحكومة فقط ولكن ضد الدولة كلها من جهات معروفة!! وهو ما يقتضى التفرقة بين حملات كراهية ليست ضد الحكومة، فقط ولكن ضد مصر وضد المصريين من جميع من أُضيرت مخططاتهم ومطامعهم ومصالحهم المحرمة مما فعله المصريون فى 30/6 وعلى رأسهم جماعة الاخوان، وما فرضته من جماعات تطرف وارهاب وأصحاب الثروات التى توحشت بعد أن نهبت حقوق المصريين فى ثروات بلادهم وكثير من قيادات ورموز النظام الذى أسقطه المصريون فى 25 يناير وشبكات وفساد وإفساد ومن يجمع بينهم الرعب من الحرب التى تشنها أجهزة الرقابة.
> هذا لا ينفى وجود غاضبين وكارهين لأسباب مختلفة تماما.. هناك ملايين من المحبين لبلدهم والذين يمثلون الأرصدة والظهير الشعبى لدولة 30/6 والذين وجه الرئيس الحكومة مرارا وتكرارا بضرورة تخفيف الأعباء المادية وتبعات الأزمة الاقتصادية عليهم وتعظيم برامج وسياسات النمو والتنمية لتستوعبهم جميعا.. ولكن القاعدة العريضة منهم مازالت تعانى غياب السياسات التى تحقق هذه الأهداف.. ومازالوا يكتوون بمخلفات نهب وتدمير واهمال وتجريف الثروات الطبيعية التى تمتليء بها بلدهم وخصخصة وبيع قلاعهم الصناعية، وتشريد القاعدة العريضة من العمال والفلاحين وجرائم سياسات زراعية عميلة ومتآمرة وعشرات المشروعات التى وصفت «بالقومية» والتى تبدأ ولا تستكمل رغم ما انفق فيها من مليارات ودون حساب لمسئول واحد!! هل يوجد مثال أفدح من توشكي!! والعودة المجددة التى نرجو ألا تصاب بما أصيبت به محاولات كثيرة من قبل لإحياء آفاق الأمل والتنمية الصناعية والزراعية التى يستطيع أن يحققها مشروع المثلث الذهبي.
هل من الغريب أن يغيب الرضاء والأطمئنان والأمان الشعبى وهم يرون عجزا غريبا أو تسويفا عن إجراءات جادة لاسترداد ما تم تهريبه من مليارات أو ثروات وأملاك داخل مصر بينما تتواصل سياسات القروض والاستدانة!! ما مدى صحة ما أعلنه أحد النواب أن مصر استدانت فى عام واحد نصف ما استدانته فى 65 عاما، وأن معدل التضخم وصل إلى 33% وهو الأعلى فى تاريخ مصر واعتماد الحكومة فى الموازنة الجديدة بشكل كبير على زيادة موارد الدولة من الضرائب وما أعلنه نائب وزير المالية لشئون الخزانة العامة، وأن حجم فوائد الديون 382 مليار جنيه!!
> قال رئيس الوزراء فى حديث «المصرى اليوم» »إنه لا يوجد اصلاح بدون ثمن.. ولا علاج بدون قدر من المعاناة، ولابد من المواجهة وأن نأخذ قرارات وأن نتحمل». ما غاب عن رئيس الوزراء هو كيف يجب أن يكون توزيع المعاناة بعدالة وأنه ليس من العدل الاجتماعى والإنسانى والأخلاقى أن تتحملها الملايين الأكثر ألما واحتمالا رغم كل ما احتملوا وأن هناك قرارات غابت ليتحمل آلام الجراحات الاقتصادية الخطيرة الأقدر وأن يعرف شركاء الألم من الأرصدة والظهير الشعبى الأشكال والخطوات والأرقام التى تمت لترشيد الانفاق الحكومى وسائر مؤسسات الدولة وما تم بالنسبة للحدود الأقصى والدنيا للدخول وتخفيف آلام أصحاب المعاشات ورد بعض استحقاقاتهم وما أخذ بدون وجه حق من أموالهم.. ودون أن يتحقق كل هذا هل من العدالة الاجتماعية والانسانية اشعال النار حتى فى لقمة عيشهم وفى أسعار دوائهم؟!!.
> كشف الحوار عن تناقضات حكومية مؤسفة ـ مثل ما قيل عن مصنع ألبان الأطفال ـ والتصريح المدهش لوزير الصحة ـ لا فض فوه أن البلد لن ينهض إلا إذا كانت الحكومة والاعلام صفا واحدا!! وأن الحكومة فى مهمة مؤقتة من أجل نهضة البلد!! يبدو أن مفهوم النهضة يختلط على الوزير...!! وأؤكد أن البلد سينهض عندما يقوم الاعلام بدوره فى النقد والتقويم والتصحيح وكشف من لا يصلحون لتولى المسئولية فى هذه اللحظات المصيرية من تاريخ مصر ومن لا يتوقفون عن إطلاق تصريحات تكذبها أحوال المرضى والعلاج والمستشفيات والدواء وعموم أحوال المصريين.