المساء
حنان عبد القادر
التكنولوجيا المدمرة
لعنة الواتس - أب- والفيس بوك حلت بمئات الأسر المصرية.. حقيقة لابد أن نعترف بها والنتيجة خلافات ومشاجرات وتوابع قد تصل إلي الطلاق أو الخلع وتدمير الأسر- نعم الواتس أب والشات - انحرف عن مساره الطبيعي واتجه إلي منحنيات خطيرة ومدمرة.. فعندما يتحول من أداة للمعرفة والتواصل والترفيه واكتساب المعلومات إلي سبب لخراب البيوت فلا أهلا ولا سهلا به.. دعونا نعترف أن شريحة ليست قليلة من الناس أساءوا استخدام التكنولوجيا التي يسرت لهم إقامة علاقات يرفضها الدين والمجتمع ومنظومة القيم والأخلاق.. ويوماً بعد يوم نكتشف الكوارث الأسرية آخرها سيدة الفيوم التي تم تداول صورها عبر وسائل التواصل الاجتماعي أيضاً وأثار التعذيب علي ملامحها - تعذيب علي يد زوجها الذي اكتشف أن لها حسابا "أكاونت" علي الفيس بوك.. تتواصل فيه مع عدد من الرجال وصفحات غير مرغوب فيها مما آثار حفيظته لدرجة أنه قيدها بالأحبال ومنع عنها الطعام والشراب ثلاثة أيام متتالية حتي انتهزت الفرصة وهربت إلي أسرتها الذين هالتهم آثار التعذيب علي جميع أجزاء جسمها وكان رد فعلهم من شقين الأول الانتقام منه وضربه والقصاص لابنتهم والشق الثاني هو اللجوء إلي الشرطة وبلاغات واتهامات وفضائح كانوا في غني عنها- الغريب أن السيدة الضحية اعترفت انها لجأت لإنشاء حساب لها لمراقبة زوجها والتجسس عليه لشكلها في سلوكه وعلاقاته النسائية المتعددة.. نعم إذا دخل الشك من الباب هربت المودة والرحمة والسكينة والاستقرار من الشباك فرغم ان الزوجة الضحية اعتذرت لزوجها إلا أنه بعد فوات الأوان ولم يقتنع بالاعتذار وكان رد فعله من اعتداءات وحشية وعنف والأصعب من ذلك الفضائح والسمعة السيئة التي تلاحق الأسرة بعد أن تحولت حياتهما إلي جحيم.
بصراحة المشكلة متكررة ويصلني عبر البريد مئات الرسائل المشابهة آخرها من زوجة تشكو أن زوجها يواصل ساعات الليل منكباً علي المحمول يراسل الفتيات والسيدات بدم بارد دون مراعاة لبناته طالبات الجامعة وأنه قدوة لهن.. وهو بذلك يفتح لهن أوسع أبواب التسيب والانفلات الأخلاقي.. الزوجة المخدوعة حدثتني تليفونياً وقالت إن الأب لم يكتف بانفلاته وضياعه ومصّر ان يورث لبناته الضياع.. يحاول أن يهز صورة الأم لدرجة أن تفقد سلطتها وسيطرتها علي بناتها.. نعم نماذج كثيرة مؤسفة ومشكلة اجتماعية لابد أن نعترف بها ونواجهها بكل حزم.. الجاني فيها الانفلات الأخلاقي والداعم لها وسائل التواصل الاجتماعي الذي يسر الانفلات وكسر حاجز الحياء.. ليتنا نواجه المشكلة بكل حزم وتوعية النماذج الضالة المغيبة لتعود إلي رشدها منعاً لفساد الأبناء وخراب البيوت وعودة أخلاقنا وقيمنا ورقينا ومبادئنا التي عاشت معها أسرنا الاستقرار والأمان والسكينة وبلاها واتس أب- وفيس بوك طالما أن الناس أساءت استخدامهم هل نفيق من غفلتنا عن مشكلة مسكوت عنها!!
كلمات لها معني
* كل الخسائر قابلة للتعويض - إلا أن تخسر سنوات من عمرك باحثاً عن رضا بعض الناس.
* عمق نظرتك للأشياء.. هي انعكاس لعمق ما مررت به من تجارب.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف