المساء
على فاروق
مطلوب وزير صحة هندي أو كوبي!!
لاشك أن ملايين المصريين يعانون من أزمة نقص الدواء والارتفاع الجنوني في اسعاره وانهيار شبه تام في منظومة التأمين الصحي.. وللأسف فاننا نعالج هذا الأمر بالمزيد من رفع الأسعار.. بينما دول أخري كنا نسبقها بمراحل حققت انجازات رائعة في هذا المجال بل من الممكن أن نقول عنها معجزات وليس مجرد انجازات.
استطاعت الهند انتاج أدوية علي أعلي مستوي بأسعار منخفضة منها دواء الإيدز الهندي الذي أنقذ عشرات الملايين من الأفارقة من الموت.. كما نجحت كوبا في إنشاء نظام صحي وصفته مديرة منظمة الصحة العالمية بانه يمثل نموذجاً لكل دول العالم الغنية والفقيرة علي حد سواء.
الهند وكوبا بلدان فقيران من العالم الثالث مثلنا ولكن نجاحهما يثبت أن الفقر ليس فقر الامكانيات المادية ولكن فقر العقول وفقر الإرادة حيث نجحتا في توفير دواء وعلاج ممتازين بأقل التكاليف.
وقد أرسل لي الصديق المهندس عمرو رءوف دراسة حول التجربتين الهندية والكوبية في انتاج الأدوية حيث توكد ان شركات الدواء الهندية تصدر منتجاتها إلي أكثر من 200 دولة وان المستورد الرئيسي للدواء الهندي هي أمريكا وتليها بريطانيا ويوجد بالهند اكثر من 550 مصنع دواء منها 323 مصنعاً مسجلاً لدي هيئة الدواء الأمريكية و350 مصنعاً معتمداً من الاتحاد الأوروبي.
وتتراوح قدرات التصنيع لشركات الدواء الهندية من انتاج الادوية المضادة للفيروسات وأدوية الملاريا إلي انتاج أدوية السرطان والسكر واللقاحات التي يتم تصديرها إلي 150 دولة.
كان السفير الهندي بالقاهرة قد صرح بأن حجم صناعة الدواء الهندية تصل إلي 33 مليار دولار منها 18 مليار دولار صادرات إلي العديد من دول العالم علي رأسها أمريكا ودول أوروبا وأن الهند تحتل المرتبة الثالثة عالميا من حيث حجم الإنتاج.
وعن التجربة الكوبية تقول مجلة "فوربس" الأمريكية أن هناك العديد من الدروس التي يمكن ان تتعلمها أمريكا من كوبا في كيفية إنشاء نظام صحي بتكلفة منخفضة ففي حين تنفق أمريكا 17.9% من الناتج القومي علي الصحة فإن كوبا تنفق 10.6% فقط ومع ذلك حققت كوبا نفس المعدلات الصحية في امريكا بل إن وفيات الأطفال أقل في كوبا!!
ونشرت صحيفة "تورونتو ستار" الكندية تقريراً عن مدرسة أمريكا اللاتينية للطب في هافانا عاصمة كوبا التي تعتبر أكبر كلية طب في العالم حيث تضم 19 ألفا و550 طالبا من 110 دول منهم 906 طلاب من باكستان و116 طالباً أمريكيا يدرسون الطب بالمجان بالاضافة إلي توفير سكن و3 وجبات غذائية يومياً.
أضاف التقرير أن كوبا ارسلت 20 ألف طبيب واخصائي صحة عامة إلي امريكا الوسطي غير 70 ألف شاب وفتاة من دول أمريكا اللاتينية درسوا علي يد الأطباء الكوبيين ويؤكد أن كوبا لديها نظام صحي شامل ومجاني يقدم خدمة صحية لكل المواطنين بلا استثناء بالمجان دون أن يؤثر ذلك علي جودة الخدمات الصحية المقدمة.
أما في مصر فقد تم تحويل العلاج والدواء الي سلع تخضع لقوانين السوق ومؤشرات البورصة وتقلبات سعر الدولار بعد أن تم تدمير شركات الدواء التابعة للقطاع العام وانخفض نصيبها من مبيعات الأدوية من 80% إلي 4% فقط مقابل 60% للشركات الأجنبية و36% للشركات الخاصة.
واحتكر السوق 6 شركات أجنبية و4 شركات خاصة.
كشف نقيب الصيادلة مؤخراً بأن الدواء الذي يباع بـ20 جنيها تبلغ تكلفته 3 جنيهات ارتفعت إلي 6 جنيهات بعد زيادة سعر الدولار وبالتالي لا يوجد مبرر لرفع الأسعار في حين قرر "مركز الحق في الدواء" أرباح شركات الأدوية بـ500% فإن د. أحمد عماد وزير الصحة صرح بأن أرباح شركات الأدوية تبلغ 2000% وبعد ذلك وافق علي زيادة أسعار الأدوية!!
والأكثر من ذلك انه يتم وضع العراقيل لتسجيل الأدوية الهندية المسجلة والمعتمدة في أمريكا وأوروبا ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة أطباء بلا حدود وذلك لصالح الشركات المحتكرة!!
لقد أثبتت التجربة سواء في الهند أو كوبا أن حل أزمات العلاج والدواء بتكاليف معقولة هو أمر ممكن وقابل للتحقيق في مصر بشرط تعيين وزير صحة هندي أو كوبي!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف