عصام سليمان
زيارة أمريكا.. والمطلوب من مصر!!
"لو كانت هيلاري قد فازت لصار الوضع أسوأ".. عبارة قالها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للرئيس عبدالفتاح السيسي خلال مباحثتهما في واشنطن.
وهي أي العبارة تكشف بوضوح وجلاء النهج الذي اتبعته الإدارة الأمريكية السابقة في عهد أوباما للإيقاع بمصر.. وبالطبع الرئيس الجديد ترامب يعرف بحكم موقعه الكثير من الوقائع والتفاصيل التي لا نعرفها وتؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن ما حدث كان مؤامرة شيطانية تصوروا أنها محبوكة.. فإذا بالشعب المصري يسقط هذه المؤامرة ويجهض كل محاولات التركيع التي قامت بها إدارة أوباما لكي نسلم له ولإدارته بما يريدون!!
وربما كان أول إنجاز إيجابي لهذه الزيارة وهذا الاستقبال الحافل بالرئيس المصري هو الإعلان أن مصر أمنة حيث منحت وزارة الخارجية الأمريكية مصر تصنيف دولة آمنة ووضعتها ضمن دول الخريطة الخضراء.. كما نصحت رعاياها بزيارتها.. وفي المقابل حذرت الوزارة من السفر إلي تركيا وأوروبا.. يا سبحان الله!!
إنه انقلاب في الرؤي والتوجهات أعلنه الرئيس ترامب بوضوح وبلا مواربة عندما قال: "إننا نريد مصر آمنة ومستقرة ومزدهرة من أجل أمن واستقرار المنطقة بل الولايات المتحدة الأمريكية والعالم".. وهو العكس تماماً لما كانت تقوم به إدارة أوباما التي تخصصت في زرع الألغام أمام المصريين لتحقيق التشرذم ونشر الفتن والحصار الاقتصادي وتشجيع الإرهاب وغض البصر عن أفعاله في ربوع مصر حتي لا نتوجه إلي الأمام ونظل علي حالنا لكي يؤكدوا أنهم كانوا علي صواب عندما راهنوا علي الإخوان وأرادوهم يحكمون الشعب.. لكنه لم يتحمل وخلع هؤلاء الذين راهنوا علي مصالحهم وأطماعهم دون اعتبار لمصر الكنانة!!
المباحثات المصرية الأمريكية وعلي كل المستويات أكدت أن هناك نقطة انطلاق جديدة في العلاقات الاستراتيجية بين البلدين.. وأن هناك تقديراً كبيراً للشعب الذي صبر وتحلي بالوعي والمسئولية وتحمل تداعيات الإصلاح الاقتصادي بشجاعة يحسد عليها!!
تجلي كل ذلك في الترحيب غير المسبوق بالرئيس السيسي والذي تناقلته الصحف ووكالات الأنباء العالمية بانبهار شديد.. وأيضاً فيما أعلنه الرئيس الأمريكي بنفسه وخلال مؤتمر صحفي قائلاً بالنص: "سيادة الرئيس إن لديكم صديقاً عظيماً وحليفاً وثيقاً هو الولايات المتحدة وأنا شخصياً".
والآن علينا أن نستكمل وبسرعة ما بدأناه لنحصد ثمار هذه الزيارة الناجحة علي كل المستويات.. فالمعركة مع الإرهاب مستمرة ويجب أن تكون طلباتنا واضحة من الصديق الأمريكي بتوفير المعدات الحديثة للمجابهة باعتبار القوات المسلحة درع وحصن الشعب.. كما يجب التركيز علي أهمية وضرورة إعلان جماعة الإخوان إرهابية.. والمساعدة في تجفيف منابع الدعم بالسلاح والمال.. وأن تدرك أمريكا بمؤسساتها المختلفة أهمية هذه الخطوة خاصة مع وجود عناصر وأتباع هذه الجماعة داخل دول أوروبية تتعرض لضربات إرهابية من حين لآخر.. وأيضاً في الولايات المتحدة الأمريكية ذاتها!!
يتزامن مع ذلك ضرورة تعزيز الجهود المشتركة لاستقرار الشرق الأوسط ومجابهة أطماع العثمانيين والفرس الجدد في المنطقة بعيداً عن الأقاويل التي تردد أن تركيا "أردوغان" تمثل السنة وإيران "الملالي" تمثل الشيعة حيث ثبت كذب هذه المزاعم في المعركة السورية.. وجلس الاثنان سوياً في الأستانة.. بل تم استبعاد السعودية التي دفعت الكثير من أجل إسقاط الأسد!!
مصر القوية هي رمانة الميزان في المنطقة والسند والدرع لأمن وأمان الخليج.. فلأول مرة تري مكة مهددة بصواريخ أطلقها أتباع إيران من اليمن.. فضلاً عن الاختراقات للسيطرة علي باب المندب.
إذن لا مفر من تحقيق التسوية السياسية التي تدعو لها مصر دوماً لنزع فتيل الأزمات بالمنطقة ومنع المتشددين ودعاة الفتنة من التمدد في ليبيا واليمن وسوريا.. واحتواء الصراع في العراق لاستعادة الاستقرار المفقود بالشرق الأوسط.
أما في مجال العمل علي زيادة الاستثمارات فالأمر يتطلب أيضاً الإسراع بنقل المعرفة والخبرات وتعزيز التبادل التجاري لتحويل الالتزام المعنوي بدعم مصر وشعبها لتحقيق التنمية الاقتصادية إلي واقع علي الأرض تحصد ثماره في أقرب وقت للخروج من أزمات البطالة ونقص الإنتاج مقارنة بالاستهلاك وعجز الموازنة .. ومطلوب أن نسرع الخطي لتذليل كافة العقبات لجذب الاستثمارات وزيادة حجمها.. ومواجهة البيروقراطية التي تعيق التقدم في هذا الاتجاه وأن نتفاعل إيجابياً بالإسراع في تحطيم العقبات والمخاوف لدي المستثمرين.. والترويج الجيد لشبكة البنية التحتية التي استطاعت مصر أن تقوم بها في زمن قصير.. وجهود مكافحة وملاحقة الفساد علي كل المستويات.
وأخيراً الإسراع في إصدار قانون الاستثمار الذي تأخر طويلاً.. وحسنا فعل البرلمان بالإعلان عن قرب مناقشته في الجلسة العامة خلال أيام.