المساء
محمد غزلان
مأساة المأساة
ما اشبه الليلة بالبارحة. نفس الهم والغم والاحزان عندما تقصف عاصمة عربية اخري بالصواريخ نفس الليل الكئيب وكأنهم اتفقوا علي اختيار ساعة للصفر بكافة العواصم العربية بعد منتصف الليل يستيقظ ما تبقي من العرب علي نبأ فاجع. يتألمون ويتباكون في الوقت الذي يرقص فيه بعض العرب بالاسم فقط علي انغام الصواريخ تلك الصواريخ التي دفعوا ثمنها مقدماً لضرب البعض منهم وهم لايدرون ان الحبل علي الجرار وان دورهم قادم لامحالة بعدما ذاق الامريكيون لحمهم واكتشفوا انه ليس بالمر كما تدعي ادبيات الثقافة العربية وليس بالسام كما يتقول شعراء العرب.
بالامس ليس البعيد استيقظ العرب أو ما تبقي منهم علي قصف بغداد عاصمة عواصم العرب ثم شاهدوا بعيونهم كيف انهار العراق وكيف تم اسر الرئيس صدام وكيف تم اعدامه وتشدق البعض بالحرية والنعيم والديمقراطية وإذا بثلة من الخونة يحملون لواء المعارضة يتسابقون علي اللحاق بالدبابات الامريكية وتمر السنوات ولا تعيش بغداد في حرية أو نعيم أو ديمقراطية ويقتل الاخوة وتسيل الدماء انهاراً.. نفس العبارات ترددت عن صدام الديكتاتور الدموي الذي يقتل شعبه بأسلوب الدمار الشامل ويهدد جيرانه وتنهار العراق ويتم إزاحة صدام وجيشه ويسرق الخونة احلام العراقيين في غد افضل وديمقراطية حقيقية.
وبالأمس القريب أول امس يستيقظ ما تبقي من العرب علي قصف مطار الشعيرات في سوريا ويرقص البعض طرباً مطالبين الرئيس الامريكي دونالد ترامب بالمزيد من الضربات والمزيد من الصواريخ في قلب دمشق وقصر الرئاسة وهم علي استعداد ان يدفعوا بطيب خاطر ثروات شعوبهم من أجل الاطاحة بالرئيس بشار الاسد في الامس ليس البعيد أو الامس القريب يدفع العرب فاتورة قتل بعضهم البعض.
ففي حربي الخليج الاولي والثانية بلغت الفاتورة 105 مليارات دولار وفي حرب سوريا طلب دونالد ترامب مائتي مليار دولار فهو لن يحارب بالمجان ولن يلقي بصاروخ الا بعد تحصيل ثمنه ولن يقتل من العرب من أجل بعض العرب إلا بعد ان يأخذ حقه بالكامل فالعرب في نظره كل العرب ليس اكثر من بقرة حلوب التي إذا انقطع لبنها فيجب الاستفادة من لحمها بالذبح وليس أقل من الذبح مأساة المأساة ان يشعر بعض العرب بالطرب من لعلعة الصواريخ علي سوريا وهم يعلمون مدي الكذب والخداع ويشاركون فيه عن طيب خاطر بل يطالبون دونالد ترامب بالمزيد أن نفرح فريق من العرب جعل البعض الآخر يكفر بالعروبة ويسخر من اننا امة واحدة ذات رسالة خالدة وهي أن نفرح ونطرب لتقتيل بعضنا بعضا مأساة المأساة آن تنام وتستيقظ لتجد العرب هباء منثوراً والسلام.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف