الجمهورية
المستشار محمد محمد خليل
خواطر مصري .. لاتحرثوا في الوحل
هجمة شرسة.. تناست وتغاضت عن كل ما تعانيه البلاد من مشاكل. وما يشكوه الوطن من أزمات.. تناست مشاكل البطالة. وتدني الأجور. وعدم صلاحيتها لمقاومة غول الاسعار الذي يبتلع كل دخل. ويبدد كل أجر. دون ان يفي الناس حاجاتهم ولوازمهم.. تغاضت الهجمة والمهاجرين بقاء الأمية في وطن تقدمت من حوله الأمم.. وتصدرت بلدان ودول مشهد التقدم في الصناعة والتجارة والزراعة.. اصبحت جامعاتنا في ذيل ترتيب الجامعات العالمية دون ان نخجل من انفسنا او نخجل من تقصيرنا في حق أنفسنا.. هجمة قصدت الاسلام في بلد تفخر بأزهرها. وتشيد بعلمائه الذين علموا المسلمين في مشارق الارض ومغاربها علوم الاسلام. وعلي حد قول العالم الامام محمد متولي الشعراوي ان مصر صدرت علوم الاسلام الي البلد الذي نزل فيه الاسلام.
اختار المهاجمون لهجومهم شيئا يدل علي تفاهتهم. ويشير الي حقدهم وضيق افقهم.. تعجب الناس من رجل تفتح له القنوات الفضائية ليدعو فيها الي مليونية في ميدان التحرير تخلع فيه المرأة الحجاب حجرا علي حرية من ارادت ارتداءه والزامها بالسفور او العري. متناسيا انه وامثاله قرروا فيما مضي ان للمرأة حريتها في ارتداء ملابسها. مستنكرون الدعوة الي الحجاب حفاظا علي حقها في اختيار ماترتديه. الا انهم يريدونها كما يريدون هم مستنكرين علي المحجبة ان ترتدي حجابها فيكون التناقض والتضارب الذي لبس عقلهم وحرك انحيازهم.
اذا كانت مسألة نشر الحجاب والدعوة اليه قد خفت صوت المنادين بها او الداعين اليها واصبح الحديث فيها شيئا غير مطروق. داعين النساء الي تعلم دينهم. ثم تختار المرأة الرداء الذي ترتضيه ويرتضيه زوجها وحسابها لدي ربها لا معقب عليها من أحد لأن الله ينظر الي القلوب والسرائر ولا ينظر الي المظاهر والصور.. إلا أن من يزعمون حرية الانسان ويتصدرون للدفاع عنها هم من يستنكرون عن النساء حجابهن ويهاجموهن ليل نهار.. ساخرين منهن. متناسين ما ينادون به دائما في كافة أجهزة إعلامهم من ضرورة حرية المرأة في اختيار ما ترتديه وهو التناقض البين الممقوت.
المجتمع الآن فيه المتحجبة والسافرة والمنتقبة. ولاينم اطلاقا المظهر عن المخبر. وجوانيات الانسان هي التي يحاسب عليها ولايحاسبه غير الاله الخالق.. فإذا كانت هناك متحجبة او منتقبة تأتي افعالا لاتتناسب مع مظهرها فلا عيب في النقاب او الحجاب. واذا كانت هناك سافرة فلا يدل علي انحراف مسكلها او فساد اخلاقها. وانما النيات موكولة الي الواحد الاحد لا شأن للعباد بها.. لايمكننا ان نحكم علي رجل أو امرأة بالمظهر. فليس الايمان بالتمني ولا بالتحلي ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل.
لايعيب الاسلام دعوته الي الحجاب. ذلك ان الراهبات هن اشد حفاظا علي حجابهن من غيرهن.. ثم من قال ان المرأة التي ترتدي زيا لاصقا لجسدها. مبينا معالمه. وتغطي شعرها تعد متحجبة لمجرد تغطية شعر الرأس.. هل منع الحجاب التحرش الذي زاد بصورة مزعجة ومخيفة في الشوارع والاماكن العامة. ومن ثم فإن المسألة ليست في الحجاب بقدر ما هي متصلة بالاخلاق والنيات.. فدعونا نبني ونعلم وننشئ اجيالا تسعي لنفع هذا الوطن والارتقاء به.
انظروا الي مشاكل التعليم والصحة والنظافة. واعملوا علي تدعيم الحركة الاقتصادية بالدعوة الي انشاء المشاريع الاقتصادية التي تستوعب اكبر عدد من العاطلين للقضاء علي البطالة حسنوا مستوي العمالة بإنشاء مراكز تدريب تحتاجها المصانع واستصلاح الصحراء لتوسيع الرقعة الزراعية لنأكل من فأسنا. اسعوا في الارض صلاحا لتعم النظاقة العامة. ونقضي علي القمامة في الشوارع والحواري والازقة. ولتسع الاجهزة الاعلام لزرع روح التعاون بين الشعب بعيدا عن الاثارة والخلاعة وبث روح الفتنة والشقاق في مجتمع يعاني من تخريب الارهاب وتدمير الاعداء لمقدرات هذا الوطن. وانهاك القوي الوطنية.
ارحمونا واخرسوا افكاركم السيئة ان كنتم تحبون هذا الوطن.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف