عدد كبير من المصريين يعيش الوهم الكبير وتحقيق الثراء الفاحش فى يوم وليلة عن طريق العثور على الآثار التى يعتقد وهما أنها تحت جدران منزله .
وهناك قصص مؤلمة لشخصيات نالت قدرا لا بأس به من التعليم لكنها بكل أسف وقعت ضحية النصب وخسرت أموالا كبيرة أنفقتها على عمليات البحث تحت الجدران والتى تستمر طويلا وفى النهاية يتحول المنزل العامرمن بيت إلى مجموعة من الآبار العميقة التى تم حفرها .
هناك نصابون بارعون نجحوا فى إقناع البعض بأن داخل البيت يوجد كنز ثمين أو قطع أثرية نادرة تقدر قيمتها بالملايين من الجنيهات وأن الأمر يتطلب السرية التامة وبضعة آلاف من الجنيهات للإنفاق على عمليات استخراج الكنز أوالقطع الأثرية مع الاستعانة باعمال الشعوذة والدجل.
وقد يظهر النصاب فى صورة رجل دين يقرأ الطالع أو شخصية من تلك التى تشتهر بالزار وما شابه.
وهناك قصة مأساوية جرت تفاصيلها فى مصر المحروسة بسبب وهم التنقيب عن الآثار راح ضحيتها أبرياء لا ذنب لهم سوى ارتباط ما بالمهوسين الباحثين عن الثراء والوهم .
ومما يثير السوء فى النفوس أن هؤلاء المغيبين لا توجد لديهم أى رؤية مستقبلية فى حال تحقق المستحيل وتم العثور على القطع الأثرية، فهو ليس بالسهل أو المتاح ولا توجد تجارة للبيع والشراء فى القطع الأثرية ومع هذا تسيطر على العقول فكرة وحيدة وهى التنقيب مهما كلف الأمر .
وهناك سوق نشيطة للشائعات حيث يردد البعض دون تفكير أن القطعة سوف تباع بملايين الدولارات دون أن يسأل نفسه ومن أين تأتى هذه الملايين ومن يملكها ؟
ظاهرة مخيفة فى المجتمع أكبر مما يتخيل البعض ومنتشرة فى المحافظات سواء فى صعيد مصر أو الدلتا كما لو كانت مؤامرة تتحرك بفعل فاعل .
دون شك هناك جهود يبذلها رجال الأمن وتعقب من يتم الإبلاغ عنه لكن الظاهرة تتجاوز مفهوم الأمن وتحتاج إلى أدوار أخرى لوزارات مثل الثقافة والتنمية المحلية والتعليم والتعليم العالى والأوقاف والأزهر الشريف والكنيسة .