طلعت الغندور
قيم وأخلاقيات .. في مهب التغيير
مازلت أدكر الاستاذ عبدالمنعم وأبلة فاطمة في مرحلة التعليم الابتدائي وغيرهما كثير من أساتذتي الأفاضل خلال مراحل دراستي وأشعر بأنني وزملائي مدينون للجميع دائما علي ما بذلوه من جهد وإخلاص وبما غرسوه من قيم ومبادئ رسخت في دواخلنا وكان حرصهم علي ان يكون اثره فينا باقيا مبعث التزامهم بالقيم الاخلاقية والمثل العليا.
شتان الفارق .. استاذة الآداب قسم اللغة الانجليزية المسئولة عن تخريج جيل جديد ضربت بالقيم والتقاليد عرض الحائط ونشرت مقطع فيديو علي صفحتها للعام وهي ترقص بشكل غير لائق واثارت جدلا واسعا علي مواقع التواصل الاجتماعي مما شجع بعض الطلبة علي نشر صور لها وهي عارية علي الشاطئ .. هذا الحدث يجب الا يمر مرور الكرام لانها لو كانت تعتز بمهنتها وتستشعر عظمة رسالتها لكانت تنأي بنفسها عن الشبهات ولكنها شوهت صورة الاستاذ الجامعي الذي هو بالطبع موضع تقدير المجتمع واحترامه وثقته وبالتالي يجب ان يكون هو ايضا حريصا وفي مستوي هذه الثقة ويعمل علي تجسيد قيم المجتمع في طلابه بالامتناع عن كل عمل مشين أو قول قبيح.
أحزنني .. ان البعض يتعاطف معها بحجة الحرية الشخصية ولايجب الحجر علي أحد وهذا التعاطف دعمها وجعلها ترد علي رئيس الجامعة بالقول "الرقص أمر شخصي وليس من حق أحد التدخل في ذلك" وتجاهلت ومن يدعمها أننا في مجتمع شرقي ما زال يحتفظ بتقاليده والمعلم شريك للاسرة في التربية والتنشئة وزرع قيم المجتمع الحميدة من خلال عمله كقدوة لهم خاصة وللمجتمع عامة واستقر العرف منذ آلاف السنين علي ان مهنة التعليم من أرقي وأسمي المهن التي يعد من خلالها أجيال قادمة لحمل امانة المسئولية في المستقبل ولذلك قال الشاعر: "قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم ان يكون رسولا".
لا أدري السبب في الانتكاسة واهتزاز المعايير والقيم واندثار الاخلاق وضياع القدوة حتي أصبحت الماديات والبحث عن الشهرة والمناصب هي السائدة في مجتمع لو استمر علي ذلك لتحلل فكرياً وسلوكياً ولماذا زال وسام الهيبة والرهبة عن المعلم حتي أصبح التعليم لايحظي بتلك الاهمية والاقبال لدي شريحة كبيرة من الطلبة.
رسالة لمن يفهم!!
كلمة اخيرة : تجسدت معاني البيروقراطية والروتين والفساد عندما ذهب الاستاذ حسني حمزة المحامي لايداع وديعة تخص جمعية بالمقطم واختار بنكا وطنيا وكان بصحبته صديق يرغب في استبدال عملة اجنبية ولكنه صدم بما قاله مدير البنك عن اللوائح والقوانين التي تؤخره ثلاثة أشهر بالنسبة للوديعة والانتظار الطويل لتغيير العملة فكان قراره إنهاء مصالحه في بنك خاص "عربي افريقي" وتمت في الحال.