الجمهورية
السيد نعيم
انتصار "للعدالة" أم انحياز ل "الإرهاب"
بداية ليس من حق الولايات المتحدة أن تعاقب من تشاء وقتما تشاء وإلا عدنا إلي عصر البلطجة والفوضي وفرض الأمر الواقع بالقوة وطبقنا معاً شريعة الغاب.. ولنغلق أبواب الأمم المتحدة ومجلس الأمن وكل المنظمات الدولية التي تنظم علاقات الدول بعضها البعض وتتخذ القرارات وتتولي متابعتها.. وهو أسلوب حضاري ارتضته كل دول العالم ووافقت عليه.. أما وإن تضرب واشنطن عرض الحائط بمخالفة القوانين الدولية وضرورة الحصول علي موافقة مجلس الأمن أولاً علي توجيه ضربات لسوريا.. فإن أمريكا التي اطلقت صواريخها المدمرة نحو العاصمة السورية دمشق ونحو مطار الشعيرات ونحو طائرات سوريا حربية وأيضاً علي الأرض تحت دعاوي كاذبة ثبت عدم صحتها عبر وسائل إعلام أمريكية منها صحيفة نيويورك تايمز وغيرها من أن الأسد بريء تماماً من قصف خان شيخون بالكيماوي وأن ما حدث من انفجار كيماوي وما نتج عنه من أضرار وقتلي وإصابات بين المواطنين ناتج عن مخازن تابعة للإرهابيين داخلها مواد كيماوية نقلت لهم عبر العراق وأكدت ذلك منظمة الحظر الكيماوي وأن الجيش السوري لم يستخدم هذا السلاح ضد الإرهابيين من النصرة والجيش الحر وداعش.
ورغم كل هذه الحقائق فقد ركب ترامب رأسه وأراد إظهار عضلاته وغباءه في نفس الوقت ووجه 59 صاروخاً نحو القاعدة الجوية السورية أصاب منها 23 صاروخاً فقط أهدفا في القاعدة والباقي مجهول المكان والتأثير ليقدم بذلك هدية للإرهابيين الذين طالما فشلوا في الاقتراب من مطار الشعيرات أو الاستيلاء عليه طوال سنوات مضت.
وبدلاً من أن يحارب ترامب الإرهاب والإرهابيين كما كان يدعي من قبل وأكد ذلك خلال لقائه بالرئيس السيسي أمام كل وسائل الإعلام العالمية ها هو يساعد الإرهابيين ويقف بجانبهم ويسهل لهم مهمتهم في محاربة الدولة السورية والجيش السوري البطل والذي ظل صامداً متماسكاً طوال 6 سنوات مضت أمام جحافل الإرهاب والإرهابيين والذين يتلقون مساعدات من دول عربية وأوروبية عديدة للأسف.
أكد ترامب بذلك أنه يسير علي خطي أوباما وكل رؤساء أمريكا السابقين وأن أحمد زي الحاج أحمد لا فرق إطلاقاً إلا في الأسماء ثم نراه يقول القصف الأمريكي انتصار للعدالة أي عدالة هذه؟!
الضربة الأمريكية لسوريا نالت إعجاب نتنياهو طبعاً وكل الإسرائيليين لأنها تأتي علي هواهم وتصب في مصلحتهم وهم من يسعون لتفتيت وتدمير كل الدول العربية لتبقي لهم الكلمة العليا في المنطقة لكن الأغرب من ذلك هو تلك الفرحة الغامرة والتأييد العلني والمطلق للقصف الأمريكي ضد سوريا.. تلك الفرحة التي أصابت السعودية والبحرين وقطر والأردن وكلها دول عربية كان يجب ألا تظهر تأييدها لضرب دولة عربية شقيقة.. وهذا الموقف العربي المخزي أصاب الشعوب العربية في مقتل واضطر الجميع في أن ينصلح حال الحكام العرب يوماً وأن يكونوا يداً واحدة وصفاً واحداً في مواجهة المؤامرات والأطماع الأمريكية والأوروبية التي تحيط بالمنطقة وتريد الاستيلاء عليها بعد تفتيتها وإحداث الفوضي والتمزق في كل الدول العربية كما حدث في العراق وليبيا واليمن والآن في سوريا وغداً في بقية الدول العربية.
عار علي العرب أن يكون هذا موقفهم وأن تقف روسيا وبوليفيا وحدهما في مجلس الأمن للدفاع عن الشعب السوري والجيش السوري.. خاصة ان الجيش السوري يحقق انتصارات علي الأرض في مواجهة الإرهابيين وكان قاب قوسين أو أدني من تحرير إدلب وفي الطريق إلي الرقة والمنطقة الشرقية ليطهر سوريا من عصابات الإرهاب المسلح وسعت أمريكا وأوروبا لوقف هذه الانتصارات السورية بشتي الطرق فعودة الأرض والأمان للشعب السوري ليس هدفهم لهذا اختلقوا قصة الكيماوي ليضربوا الجيش السوري ويوقفوا مسيرة الانتصارات له وللشعب السوري القادم لاشك أسوأ مما يحدث الآن طالما هناك تمزق عربي وتشرذم عربي وكراهية وحقد وتأييد لقوي الشر من جانب بعض الدول العربية ضد سوريا الشقيقة.. لك الله يا شعب سوريا!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف