امرأة معيلة في مصر معني ذلك أن أكثر من 25 ألف زوج خرج ولم يعد.
وهؤلاء الرجال يهربون من اعالة زوجاتهم والعدد الوفير من الأولاد عنده.. خرج بعد أن قهرت لامبالاته رجولته وتغلبت أنانيته علي نخوته. ولم يعد حتي وهو يعلم جيدا ان أسرته مهددة بالتشرد والضياع وللأسف انه ليس رجلا واحدا وانما آلاف من الأزواج الذين فروا فجأة ودون سابق انذار.. الفرار من الحياة الزوجية وعبء الانفاق علي الأسرة وتركهم لمصير مجهول.
وهؤلاء الأزواج والاباء مع هذا أهون من غيرهم. فنحن نقرأ يوميا عن آباء يقتلون أبناءهم لأنهم يجدون صعوبة في الانفاق عليهم أو تهربا من المسئولية ويكون مصيره السجن المؤبد لبقية حياته.
احدي الأمهات اشتكت لي بأن زوجها هجر البيت لأنها أنجبت ثلاث بنات وكان ينتظر انجاب الولد فازدادت عصبيته وتغيرت أخلاقه بعد انجاب البنت الثالثة وهجر المنزل ولم تسمع عنه أي أخبار بعدها تقدمت الي مشروع "كفالة وكرامة" وهو يكفل المرأة المعيلة لتحافظ علي أبنائها وتدخلهم المدارس وقد تلجأ الأم المعيلة للعمل أيضا مع هذا الراتب الذي لا يتعدي 350 جنيهاً للأبناء.. وكثير من الأمهات المعيلات استطعن ان يتخرج أبناءهن من الجامعة. ورأينا أمثلة كثيرة من الأمهات اللاتي نلن شهادات الأم المثالية.
وهناك أمثلة أخري لعدم انفاق الزوج علي البيت فقد يذهب ليقضي وقته علي المقهي ليشرب الشيشه وغيرها. ويعود ليضرب زوجته لينال ما كسبته من عملها لينفقه علي مزاجه الشخصي.
لقد رأيت أمثلة من هذه النوعية من الزواج أثناء اقامتي في أمريكا ثلاث سنوات فقد كانت معاونة المنزل التي تحضر لابنتي لتنظيف المنزل "ألبانية" وحكت لي انها بعملها استطاعت ان تربي بناتها وامتلكت سيارة وزوجها عاطل في المنزل ولكنها لا تسمح له الا بالأكل فقط أما السجائر أو الخمور لمزاجه الشخصي فهي ممنوعة.. وهذا هو الفرق بين النساء في الخارج اللاتي لا ينفق أزواجهم علي البيت.. والنساء المصريات المقهورات اللاتي يرضين بالانفاق حتي علي مزاج الزوج.. ويتحملن الاهانات والضرب من أجل أولادهن.. علي فكرة الشغالة الألبانية "أيك" وهذا هو اسمها كانت تتقاضي 100 دولار في اليوم!