عبد الرحمن فهمى
ماذا بعد طنطا ثم إسكندرية؟!!
لا شك أن الرئيس السيسي فتح "صفحة تعاون وإخاء" مع أكبر دولة في العالم الآن.. سألوني:
ــ ما هي أكبر وأعظم خدمة تقدمها أمريكا لمصر في رأيك؟!!
ــ قلت: إن أمريكا لا شك تملك واحدة من أهم وأخطر وأفعل إدارة مخابرات في العالم.. قالها يوماً أحد رؤساء أمريكا. حينما كانت العلاقة متوترة معها.. قال الرئيس الأمريكي الأسبق:
ــ نحن نستطيع أن نعرف ونصور الملابس الداخلية لأي شخص في أي بلد في أي قارة!!!
لذا أكبر وأخطر وأعظم خدمة يقدمها ترامب لا لمصر فقط. بل للعالم كله.. خاصة العالم العربي. بل ولأوروبا أيضاً هي تعليماته المشددة لإدارة المخابرات الأمريكية بالتركيز والعمل الدءوب لمعرفة "الجذور والخفايا والتجمعات" للجماعات الإرهابية.. حتي السويد البعيدة عن كل أنواع السياسة في العالم كله.. وصلت لها هذه الجماعات التي لابد من محاربتها بكل ما تملك.
.. وأمس.. تنتهز هذه الجماعات فرصة "عيد حد الزعف".. وتختار بلدة بعيدة عن العواصم. مستغلة عدم التكثيف الأمني الكافي. وترتكب أبشع جريمة!!!... ثم ساعات ونسف كنيسة أخري بالإسكندرية.. إذا طالبنا أمريكا بشيء نطالبها بمعلومات عن مقار واتصالات وخطط ورؤساء كل هذه الجماعات المجرمة. حتي لا تكون الضربات القادمة ليست رد فعل!!.. وفقط هو البحث عن الجناة ومحاكمتهم.. يجب أن نتجاوز هذه المرحلة التي دامت سنوات.. لابد من تحرك جديد.. كما نسفوا الكنيستين أمس. ننسف نحن "الكيان نفسه لهذه الجماعات".. قطعاً لهم في بعض البلاد قيادات لهذه الجماعات. تحركهم وتمولهم وتكافئهم.. قطعاً لهم مقرات وتجمعات. يجب البحث عنها.
* * *
أيضاً.. الدول الممولة معروفة.. لا أقل من مواجهتها.. واتخاذ خطوات نحوها.. لا يكفي انسحاب وفد مصر من الاجتماع حينما ألقت قطر كلمتها في الأردن.. لابد من مواجهات حاسمة.. نحن نسحب السفراء لأمور تافهة عادية عابرة.. ولكن استمرار هذه الحرب الخفية الجبانة الحقيرة من أصغر وأحقر دولة لا وزن لها.. وتظل الدول الكبري القوية العظمي تشجب وتستنكر وتدين بالفم.وليس حتي بالوسائل الديبلوماسية. وهو أضعف الإيمان.. شيء غريب.. ماذا لو قاطعت معظم الدول هؤلاء الممولين دولاً كانت أو شركات أو هيئات؟!.. يجب أن تكون هناك مواجهات لها أثرها.
* * *
لا نريد اتفاقات وتعاون عسكري فقط.. نحن في حاجة لتبادل معلومات بين إدارات المخابرات المختلفة للقضاء علي هذه الجماعات من حيث لا يتصورون.. الهجوم المضاد مطلوب. وإلا سنظل نصحو كل صباح علي كارثة جديدة!!
لا يمكن أن تكون كل عمليات هذه الجماعات أعمالاً فردية. أو عشوائية بلا تخطيط مسبق. ولغرض معين. ولأشخاص بالذات. مثلما ظهر في التحقيق مع قتلة النائب العام الأسبق.. إذن هناك قيادة عامة كبري متفرع منها قيادات.. وهذه هي مهمة إدارات المخابرات المختلفة في كل دول العام.. خاصة في الدول التي تتبع أحدث نظم التكنولوجيا.. لا يمكن أبداً أن تكون بعض الجماعات المتفرقة أقوي من الدول بكل مؤسساتها وثقلها وقواتها.
.. وبعد..
هل يمكن أن يقترن اسم "دونالد ترامب" بأعظم عمل عالمي وهو القضاء علي الإرهاب. الذي يهدد العالم كله.. إنها فرصة ترامب.