الاستهداف الإرهابى الغادر لكنيسة مارجرجس بطنطا، والمحاولة التى أحبطها الضابط الشهيد البطل عماد الركيبى، استهداف للوطن، لمصر دولة وشعبًا، وليس لجزء من الشعب المصرى دون غيره يعتنق الديانة المسيحية.
الإرهاب يستهدف الوطن، حقيقة يجب أن يدركها الجميع، لنصطف كالبنيان المرصوص، فى مواجهة خوارج العصر، عملاء الأجهزة المخابراتبة المعادية للوطن.
لماذا عودة الضربات الغادرة الآن؟!.. الإجابة فى ظنى وليس كل الظن إثمًا، أن العقول الشيطانية المدبرة لعمليات الغدر أرقها نجاح زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى لأمريكا، وتصحيح الصورة الذهنية للغرب عن الأوضاع الأمنية فى مصر، وما يستتبع ذلك من استعادة الاقتصاد لعافيته وبدء نشاط قطاع السياحة.
ومن ثم استهدف هذا العمل الغادر، الوطن فى محاولة لإحباط محاولات نهوض الاقتصاد المصرى، فالهدف الخبيث هو إرهاب السائح والمستثمر، لخنق الاقتصاد الوطنى.
خنق الاقتصاد ليس هدفًا فى حد ذاته، بل الهدف هو الانعكاسات السلبية المتوقعة على المواطن، خنق المواطن بارتفاع الأسعار والأعباء المعيشية، ليسخط المواطن على الأوضاع ويصاب بالإحباط، فيسهل على المتآمرين تأليب الرأى العام، ومن ثم زيادة فرص تجريد النظام الحاكم من ظهيره الشعبى.
وهذا المخطط الشيطانى للإرهاب ومن يديره ويموله، يسعى لعرقلة استعادة مصر لريادتها الإقليمية والدولية، ومن ثم إضعاف تأثيرها الداعم للدول العربية الشقيقة مثل سوريا وليبيا واليمن فى استعادة أمنها ومؤسساتها الوطنية.
لقد أحبطت مصر بموجتها الثورية الثانية ٣٠ يونيو، مخططًا كبيرًا بالمنطقة استهدف تمكين تنظيم الإخوان من بلدان الشرق الأوسط لخلق محور صراع سنى، رأس حربته مصر بقيادتهم، فى مواجهة محور شيعى رأس حربته إيران، ليستتبع ذلك استقطاب مذهبى حاد فى العراق وسوريا واليمن وليبيا، ليتحول الصراع من عربى صهيونى إلى سنى شيعى.
وبعد إفشال الشعب المصرى لهذا المخطط وحماية الوطن العربى بأكمله من هذا المخطط الشيطانى، تسعى الأجهزة المخابراتية وعملاؤهم الإرهابيون فى الداخل لشق وحدة الأوطان بمحاولة إظهار استهداف طائفى لأشقاء مصريين، غير أن الحقيقة.. الاستهداف للوطن ككل واستهداف للوطن العربى، هذا ما يجب أن نعيه ونتعامل معه بمزيد من التلاحم الشعبى.
يضاف إلى ذلك انهيار الإرهاب فى سيناء ونجاح القوات المسلحة فى توجيه ضربات موجعة إليهم، فكان أن حاولوا فتح جبهة جديدة، لكن كل تجارب التاريخ تؤكد أن الشعب المصرى المتلاحم مع دولته أقوى من كل تحد.
ستستعيد مصر - بإذن الله- قوتها الاقتصادية والإقليمية، وسنواجه كل مخطط خبيث يستهدف الأمن القومى المصرى والعربى.
الوعى هو خط الدفاع الأول، ولكل فرد دور شديد الأهمية فى المعركة ضد الإرهاب، كل فرد يعمل بجد فى مكانه لرفعة الوطن، نسأل الله أن يربط على قلوب أسر الشهداء، وأن يسكن ضحايا الإرهاب الغادر جنات النعيم ويلهم ذويهم الصبر والسلوان.