مخطئ من يفصل بين ارتفاع الأسعار الجنوني. وبين الإرهاب الأسود الذي يسعي لضرب الوطن بمسلميه ومسيحييه في مقتل. فاليوم الجنازة من الكنيسة. وأمس وقبل أمس خرجت من المسجد.
كل شيء ـ الغلاء والإرهاب ـ يخرج من إناء واحد.. إناء الكراهية والخيانة والمؤامرة. حتي يكفر الناس بالمستقبل الذي يرونه بعيداً ونراه قريباً. فكل المراكز الاقتصادية الدولية تؤكد أن مصر تسير علي الطريق الصحيح. وأن المستقبل مشرق بإذن الله. وهذا بالطبع لن يرضي أعداء الحياة.
كلنا نعاني من انفلات الأسعار بصورة غير مسبوقة.. وكلنا يضرب أخماساً في أسداس. لتوفير احتياجات أسرته الضرورية.. لكن حان الوقت لكي نسأل أنفسنا عن سر المغالاة الرهيبة؟!.. الموضوع بالطبع لا علاقة له بتحرير سعر الصرف. ولكن بمخطط لتعطيش الأسواق. ورفع الأسعار بصورة جنونية. مثلما حدث مع السكر والأرز من قبل.
الذي يتصور أن العمليات النوعية علي شاكلة استهداف كنيسة مارجرجس بطنطا. والكنيسة المرقسية بالإسكندرية ستبعث برسالة انهزامية إلي الشعب. مثله مثل من يراهن علي ارتفاع الأسعار كوسيلة لهدم الاستقرار.. الخونة في الحالتين لا يعرفون معدن المصريين. فنحن معاً في الأفراح والأحزان.. نصنع البسمة معاً. ونواسي بعضنا في الأحزان.
اللعب بورقة المسلمين والمسيحيين أصبحت سخيفة وقديمة ومكشوفة للجميع من عموم الشعب المصري. حتي لو وضع الخونة وأعداء الوطن استراتيجيتهم علي التفرقة بين عنصري الأمة بحجة قديمة متجددة مفادها أن الدولة لا توفر الحماية للمسيحيين أو أن هناك تفرقة وتمييزاً وعبارات من هذا القبيل تتكرر مع كل واقعة.
ها هي الدولة تشهد استنفاراً من كل الأجهزة.. من أكبر قيادة متمثلة في الرئيس عبدالفتاح السيسي. إلي أصغر مواطن بسيط لا يجد غير التعاطف بالقلب باعتباره أضعف الإيمان.. نقف في نفس الخندق مع الأشقاء. شركاء الوطن. ليس من أجل التقاط صورة عابرة مثلما يفعل الأعداء. ليسيئوا إلي وطننا. وإنما بصدق مشاعر. فهم الجار والصديق وزميل العمل.
الرئيس يجري اتصالاً بالبابا تواضروس ليطمئنه أن مصر لن تتأخر ـ مثلما لم تتأخر من قبل ـ عن الثأر من القتلة. والمصريون هرولوا إلي الكنيسة لحماية أشقائهم في صورة مكررة نراها مع كل عملية خسيسة. كما سبقوا المسيحيين إلي المستشفيات للتبرع بالدم. وإنقاذ المصابين.
هذه الصورة أقوي من الرصاص والقنابل وحتي الصواريخ. التي يوجهونها إلينا. ومثلما يحترق الشيطان بذكر الله. فإن الإرهابيين يشعرون بالضآلة. وهم يرون فشل مخططاتهم. فالمصريون علي قلب رجل واحد. رغم الوجع والغصة في الحلوق والقلوب.
إنها رسالة ـ أو ملحمة ـ يقدمها المصريون مع كل حادث خسيس نودع فيه فلذة من فلذات أكبادنا.. رسالة نقدمها للخونة. ومن يقف خلفهم: موتوا بغيظكم. فمصر أقوي من الإرهاب.. وأقوي من الغلاء سواء كان بفعل فاعل أو نتيجة لجشع تاجر يسعي إلي تحقيق مكاسب سريعة ولو من دماء الغلابة.. ونأكلها بـ"دُقَّة" ولا نستسلم لمخطط الأعداء.
تغريدة:
موقفنا الثابت مما يجري في سوريا. والذي عبَّر عنه الرئيس عبدالفتاح السيسي في اجتماعه بالحكومة. يعبر عن الشرفاء من الشعب المصري. الذين يتوقون إلي أن يعم السلام ربوع سوريا الشقيقة.
مصر ـ حكومة وشعباً ـ مع وحدة سوريا بصرف النظر عن وجود "بشار" من عدمه. فالأوطان هي الباقية.