رغم شدة الألم.. وعمق الجروح النازفة.. فإن اللحظة الراهنة هي لحظة الصمود بامتياز.. لحظة إعلان القدرة الفائقة علي التصدي والنصر علي الإرهاب.. لحظة التفاف مصر حول نفسها لتحمي وحدتها الوطنية وترابها الغالي.. وتنتفض لتعلن للعالم أجمع أنها ما ضعفت وما استكانت.. وما نال منها الإرهابيون الجبناء.. ولن ينالوا.
من أشلاء الأبرياء.. ومن حزن الحزاني.. سنكتب لمصر الخلود..وسنكتب بمداد النور "المجد للشهداء الذين ذهبوا إلي ربهم وهم يصلون في معبدهم لينعموا بالراحة الأبدية".
المجد للشهداء..
المجد لمصر والمصريين
والعزاء لنا جميعا
لن تفرقنا الأحزمة الناسفة.. ولا القنابل.. ولن ترهبنا الأسماء الحركية للمجرمين.. سندوس علي الرقاب والأسماء البالية الجاهلة ليرتفع اسم مصر عاليا نقيا طاهراً من كل دنس.. ويرتفع علم مصر بيد جرجس ومحمود وبنيامين وعلي.
الضربة التي لم تقصم ظهرنا ستقوي عزيمتنا.. ولن تقصم ظهرنا أية ضربات إجرامية.. بالعكس.. ستقترب صفوفنا من بعضها البعض.. ستتشابك أيادينا.. وتلتقي سواعدنا من أجل البناء.. وتلتقي أرواحنا لنحلم معا بالغد المشرق.
سنرتفع فوق الأحزان.. ولن نستسلم أبداً للإرهاب الهمجي.. وسوف يشهد لنا العالم أننا أمة تقوي عزيمتها أمام المحن.. ويظهر معدنها الأصيل في وقت الشدائد.
سنعيد ترميم الكنائس.. ونلملم جراح المحزونين.. ونحتفل بأحد السعف مرة ومرات.. وسنحكي لأبنائنا بزهو المنتصرين كيف دخل السيد المسيح عليه السلام مدينة القدس ـ أورشليم ـ في هذا اليوم المجيد محاطا بالحواريين والمؤمنين وعلي رأسه إكليل الغار.. فاستقبله الناس بالفرحة الغامرة.. بالضبط مثلما نحكي لهم كيف استقبل أهل المدينة المنورة رسول الإسلام صلي الله عليه وسلم بالأناشيد عندما جاءهم مهاجراً من مكة.
ستظل مصر عنوان الأمن والأمان.. والخير لجميع أبنائها ـ لا تفرق بين اتباع المسيح وأتباع محمد.. يعيش علي أرضها الانسان بعزة وكرامة واطمئنان أيا كان دينه أو لونه أو لغته.. الوطن للجميع منذ فجر التاريخ وإلي أن تقوم الساعة.
لن تتغير مصر.. ولن تهتز ثقتها في نفسها وفي أبنائها.. ولن تنكسر عزيمتها.. وستكون كما كانت دائما مقبرة للجهلاء والمجرمين والمتآمرين والخونة.
لن يصح فيها إلا الصحيح.. ولن ينبت فيها إلا الشجرة الطيبة والكلمة الطيبة التي تفيد الناس وتعمر الأرض.
وياأيها الثكالي والأرامل والأيتام..
طوبي لكم
أنتم جبال الصبر
وأنتم ملح الأرض
ومن عزيمتكم ستقوم مصر الجديدة
وبسيفكم سينتصر الحق دائماً
المجد للشهداء الأبرار الأبرياء
والمجد لمصرنا العظيمة.