الجمهورية
فريد إبراهيم
الإرهاب والدين
هل الارهابي متدين..؟ من يتصور ذلك فإنه سيظل بعيداً عن حقيقة هذا الإرهاب وإذا ظللنا بعيداً عن واقع الإرهاب وحقيقته فإننا سنظل بعيدين عن الآليات الحقيقية للمواجهة التي من شأنها أن تقضي عليه.
هذه الأسئلة راودتني وأنا أصحو علي تفجير ارهابي لكنيسة مار جرجس بمدينة طنطا ثم أعقبه تفجير بالكنيسة المرقسية بالإسكندرية في احتفال المسيحيين ب "أحد السعف" "الزعف" وفي استعداد مصر لاستقبال بابا الفاتيكان.
وإذا عدت إلي أسئلتي فإنني أقول هل يستطيع المتدين الحقيقي الراغب في رضا الله الباحث عن الأمان القلبي والسلام مع النفس والكون والناس.. أقول: هل يستطيع أن يقتل ويري الضحايا تتناثر في كل مكان بهذا القلب والتوجه.. بل لا يستطيع المتطلع إلي الله أن يفجر نفسه.
إذا أردت أن أرد علي السؤال فإنه من المستحيل علي المتدين الحقيقي أن يقدم علي مثل هذا العمل بل انه المتدين الحقيقي يتجه دائماً في تدينه إلي ربه وليس إلي تيار سياسي أو اتجاه فكري له مقاصده البعيدة عن الرغبة في رضا الله.
من هنا فإن الأمر أكبر من الفكر الديني وان استخدمت النصوص الدينية الملفقة المعني والملفقة الاتجاه في تحقيق الهدف الذي يسعي خلفه الارهاب.
إذن الإرهاب بلا دين وان استغل أربابه بعض النصوص الدينية في الأديان كلها المجتزءة من سياقها للوصول إلي هدفه.
كذلك فإن الدين الايديولوجي أو السياسي لا يحسب علي التدين أو الدين لأنه يجمع بين الهوي السياسي والدين فلا يصبح الله وحده في قلب هذا المؤدلج أو الساعي إلي هدف سياسي.
من خلال المعطيات السابقة فإن الارهاب أوسع من بعض المتدينين الذين يرون رأياً غير ما يراه العلماء الحقيقيون وقد عايشنا بعض هذه التيارات التي لم تثبت أمام قوة الدولة وانتهت وقضت عليها الدولة قضاء مبرما. لذا فإن ما يحدث الآن هو عمل كبير لا يريد لمصر أن تأخذ طريقها ويعرف حقيقة التدين لدي المصريين ومكانة دور العبادة ويسعي منذ زمن بعيد لشق صف المصريين لتدخل مصر في دوامة ذاتية لا تنتهي من العنف والارهاب أي تصبح بلا حاجة لمساعدات خارجية من قوي الشر كما يحدث الآن وبإذن الله لن يصل الأمر إلي هذا.
وبالتالي فعلي مصر وعلي الدول التي تسعي إلي أمن حقيقي للعالم أن تواجه القوي الشريرة وتكشفها وتقطع الطريق عليها فلا تصل إلي ضعفاء النفوس الجهلاء المتعطشين إلي المال لظرف أو آخر وعليه فإن حواراً صريحاً ودراسات حيادية وموضوعية لما يحدث من شأنها أن تضع أيدينا علي عدونا وتمنحنا آليات مواجهته المناسبة لظروفنا.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف