ضياء دندش
علي عيني .. زغاريط المسيحيين.. ترد
والله العظيم تلاتة.. قلبي وجعني وأنا شايف وسامع الزغاريط بترن في كنيسة مار جرجس بطنطا والنعوش داخلة وجواها جثامين ضحايا التفجير.. إيه الشعور بالرضا والقناعة ده.. إنه تحول مذهل في الشخصية المسيحية المصرية.. ففي الماضي لو صدمت سيارة مسيحيا في الشارع كانت الدنيا تهيج.. أما الآن فالشعور الوطني يتغلب علي أي أحزان ومشاعر بفقدان عزيز أو غال في الجرائم الإرهابية لأن المصريين عرفوا خلاص مدي قذارة حرب الإرهاب ضد بلدهم كلها وليست ضد أحد بعينه. ولنا في حادث الكنيسة المرقسية بالإسكندرية المثال باختلاط دماء رجال وسيدات الشرطة بدماء الضحايا المسيحيين والمواطنين المدنيين.
ونتوقف معا عند كلام الرئيس السيسي مساء أمس الأول إلي المصريين حيث يذكرهم بيوم 3 يوليو 2013 عندما طالبهم بتفويض لمواجهة الإرهاب المحتمل.. وهنا أذكر المصريين بأن الرئيس السيسي عندما طلب التفويض لم يكن لرغبة في منصب الرئيس ولكن لعلمه وإدراكه بما سيحدث من عمليات إرهابية وهذا ما نراه بالفعل منذ ثورة 30 يونيو.. والآن ومع تكرار التفجيرات والاعتداءات علي الكنائس أدرك الرئيس أهمية إعلان حالة الطوارئ لمدة 3 شهور وهو ما لقي ارتياحا شعبيا.. ثم أعلن تشكيل المجلس القومي الأعلي لمكافحة الإرهاب والذي لقي استحسانا وتأييدا سياسيا.
وما استوقفني شخصيا في كلمات الرئيس هو ما ينادي به منذ أن كان مرشحا للرئاسة ومازال.. بخصوص الإعلام.. والذي أقول إنه يرتكب كل يوم جرائم في حق البلد والناس وكل شيء في الحياة.. وكم ناديت وصرخت وكشفت ما يقدمه بعض المذيعين والمذيعات من أصحاب الأجندات وللأسف هم صحفيون.. ولكن لأن الدولارات والدينارات أحلي وأجمل من البلد فهم يبيعون كل شيء حتي أنفسهم.. وبصراحة شديدة واللي يزعل يضرب دماغه في قضيب السكة الحديد لابد للدولة من اتخاذ إجراءات عاجلة ومشددة ضد هؤلاء والقنوات التي تأويهم فنحن نعيش حالة حرب والحكاية أمن قومي وليس مقبولا أن نترك هؤلاء المأجورين يعيثون في البلاد فسادا وتسخينا.. ولو امتلكت الأمر لقدمتهم إلي النائب العام ومعهم أصحاب القنوات.. ويا كل مسئول يحب مصر.. هناك مواد في القانون والدستور تمنح الصلاحية بمحاسبة الخونة والعملاء وكل من يمس أمن البلاد.. يبقي ليه "الطبطبة" والطناش.. إمتي هنحترم الدستور والقانون خاصة فيما يتعلق بالبلد والشعب..!!
أما بخصوص ما قاله الرئيس السيسي عن الخطاب الديني.. فالحكاية تحتاج في الأساس إلي "يعني إيه خطاب ديني" وهذه مسئولية الأزهر والأوقاف والجوامع وبرامج التليفزيون والمدارس والجامعات.. وإن كنت أعتقد أن كل هذا مش هاينفع.. واللي هاينفع هو متابعة كل أب وأم لأبنائهم وهذه مصيبة أخري لأن الأجيال الشابة لا تسمع كلام أحد ويمكن غسل مخهم بسهولة شديدة لتنفيذ أعمال التخريب والإرهاب سواء بمقابل مادي أو عن اقتناع بأن الجنة وحورها العين في انتظارهم.
وكم نادي الرئيس السيسي المجتمع الدولي محذرا من الإرهاب.. وها هو يناديهم بمحاسبة الدول التي تأوي وتدعم وتساند الإرهابيين.. ويا ليتهم يستمعون وقد طال الإرهاب بلادهم ومواطنيهم..!!
أذهب إلي أمر مهم يخص هيئة الشرطة.. وهو ضرورة الاستعانة بالأجهزة التكنولوجية الحديثة في كل مكان حيوي وغير حيوي وليس الاعتماد علي العناصر البشرية فقط حتي لا يتحملون فوق طاقاتهم.
وبالنسبة للشهداء من أفراد الشرطة بالإسكندرية.. فقد تعودنا علي تقديم أرواحهم فداء لوطنهم. ولكن هذه المرة حازت 3 شرطيات علي لقب أول شهيدة وهن العميد نجوي الحجار وسبحان الله فقد قدمت من قبل ابنها ضابط الشرطة شهيدا للوطن والعريفتان أمنية محمد وأسماء أحمد وهذا أيضا دليل جديد علي أن الإرهاب الخسيس لا يفرق بين من يضربهم مسلمين.. مسيحيين.. رجال.. نساء.. أطفال!!
تعالوا بقي نتكلم بواقعية وليس بمزايدة أو نفاق أو رياء.. القوات المسلحة تحارب الإرهابيين في جبال وشوارع وطرق سيناء وتقتل منهم الكثيرين في ضربات أكثرها استباقية وهذا يجعل الإرهابيين والممولين لهم يأكلون أنفسهم ويستشيطون غضبا وبالتالي لابد من أن يحاولوا إثبات وجودهم أمام العالم رغم أنهم يلفظون أنفاسهم. وبالنسبة للجبهة الداخلية فإن الرئيس يعترف ويعلن دائما أن تحمل الشعب المصري كله للإجراءات الاقتصادية الصعبة وسقوط شهداء من أبنائه الأبرياء لابد أن يقابله انتقام من قوي الشر.. وهذا ما نتوقعه جميعا ومستعدون له منذ خمس سنوات.
إن تكليف الرئيس للقوات المسلحة بدفع عناصر خاصة لتشارك في تأمين المنشآت مع رجال الشرطة أكبر دليل علي أن الدولة موجودة وأبلغ رد علي المعتوهين اللي بيقولوا "مفيش دولة"..!!
ويبقي أن أؤكد وأكرر أن وائل الإبراشي أحد أهم عوامل التسخين في البلد.. وكفاية أفكركم باللي قاله من أسبوعين عن السيدة المسيحية التي كادت تتعرض للذبح وهاتك يا لطم وصريخ لمدة ساعتين.. وهو ده الإعلام اللي لازم رقبته تنقطم بإذن الله..!!