الجمهورية
سيد ابو اليزيد
بدون إحراج .. صعيدي بالمدرسة اليابانية!!
* من المعروف أن تقدم الأمم وتحقيق نهضتها مرهون بمدي تقدم النظم التعليمية التي تعتمد عليها لتطوير كل من المعلم والمنهج والبيئة المدرسية والإدارة التعليمية ودفع الطلاب لإكسابهم مهارات الابتكار والتفكير العلمي المنظم والمنطقي.
* وحرص الدولة مؤخراً علي تطوير الصعيد وتخصيص نحو 500 مليون دولار لتحقيق هذا الغرض. والاتجاه إلي توفير بيئة استثمارية وصناعية هائلة بمنطقة المثلث الذهبي بالصعيد. يستدعينا لضرورة طرح نوعيات من التعليم تسهم في إعداد كوادر وخريجين مؤهلين للتعامل مع المشاريع التي ستقام بهذه المنطقة الحيوية والتي سيكون لها مردود إيجابي علي انتعاشة اقتصادنا.
* ومن المؤكد أن افتتاح أول مدرسة يابانية بصعيد مصر خلال العام القادم بمدينة أسيوط الجديدة يعتبر باكورة الارتقاء بمستوي التعليم في الصعيد.. بل وفي مصر مستقبلاً ليواكب أفضل نظم التعليم العالمية.
* وبالطبع نحن بحاجة لإعداد شباب من صعيد مصر قادرين علي التعامل مع تكنولوجيات العصر وبخاصة في المجالات الصناعية المختلفة وسوف يتأتي ذلك من خلال دراستهم بالمدارس اليابانية المتميزة التي حققت نهضة لليابان في أعقاب الاحتلال الأمريكي.
* ومن المعروف أن التجربة اليابانية في التعليم وتطويره تعتمد علي 3 مرتكزات أساسية وتعتبر المبادئ الرئيسية في تنمية المنظومة التعليمية. حيث يعتمد النظام التعليمي هناك علي إرساء مبدأ الاعتماد علي النفس بنفوس الطلاب بجانب التعاون والمشاركة. وصولاً إلي تحقيق الابتكار.
* ومن المؤكد أننا بحاجة لاستغلال الزيارة الناجحة التي قام بها الرئيس عبدالفتاح السيسي العام الماضي لليابان لتعزيز التعاون والشراكة المصرية اليابانية في مجال التعليم والاستفادة من التجربة والخبرة اليابانية بهذا المجال للاستعانة بأنظمته المتعددة داخل العديد من مدارسنا ومعاهدنا وجامعاتنا.
* أعتقد أنه ليس من المتصور الاعتماد علي عرض الكابوكي التعليمي بالأوبرا عند افتتاحها لكي نتمسك بالتعليم الياباني بقدر الاستفادة من تجربته في تأهيل الخريجين سواء من المدارس الفنية أو المعاهد والجامعات التكنولوجية للأسواق المحلية والإقليمية والدولية.
* لا يمكن تطوير تعليمنا في ظل البحث عن حل مشكلة وحيدة ويتيمة يعاني منها نظامنا التعليمي. ويبدو أثره في امتحانات الثانوية العامة فقط.. لأنه من غير المتصور أن نطرح نظام البوكليت لمنع الغش في امتحانات السنة المؤهلة للجامعات دون أن نطرح رؤية واستراتيجية متكاملة لتطوير التعليم من الابتدائي حتي الثانوي. ويكفي الإشارة إلي أن النظام التعليمي الياباني يقوم بتغيير منظومته التعليمية وفقاً لخطة تعليمية يتم تفعيلها كل 5 سنوات وفقاً للقانون الياباني. كما أن دستورهم ينص علي ضرورة حصول كل مواطن علي حقه من التعليم وضرورة حصول المعلم علي رخصة لممارسة المهنة بعد إجازة العديد من الاختبارات والتدريبات اللازمة التي تؤهله للقيام بدوره علي أكمل وجه. بينما يلمس العديد من المواطنين ما يتم تلقينه لطلابنا داخل مراكز الدروس الخصوصية من معلومات علي واحدة ونص. وعلي يد خبراء هذا الإيقاع دون محاسبة أو قانون رادع. مما ساهم في تفريغ مدارسنا من طلابها بعد أن نجحنا في خلق تعليم مواز لتعليمنا الرسمي بفعل فاعل.. يستفيد من استمرار هذه المنظومة التعليمية الفاشلة!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف