الجمهورية
مصطفى هدهود
النصر للأسمدة .. ومواجهة التحديات
بدعوة من المهندس / حمدي جابر - رئيس مجلس إدارة شركة النصر للأسمدة والصناعات الكيماوية بالسويس قمت بزيارة الشركة في بداية شهر مارس الماضي حيث شاهدت الوحدات الصناعية بالشركة برفقة كلا من المهندس / محمد عبدالمعطي - العضو المنتدب للشئون الفنية الذي يتولي تنفيذ برامج تصميم وتصنيع بعض الوحدات والمعدات وقطع الغيار اللازمة لصيانة خطوط الإنتاج بغرض تعميق الاستفادة من الخبرات والقدرات المحلية وتوفير عملات أجنبية وتعميق المكون المحلي . والمهندس / إحسان عنان - العضو المنتدب لشئون ترشيد الطاقة وتحسين المنتجات وتولي هؤلاء المهندسون الثلاثة إدارة الشركة منذ فترة وجيزة ولكن وجدت لديهم إرادة قوية للتعاون مع بعضهم البعض والتعامل المتميز مع العمال والمهندسين بالشركة لإخراجها من العثرات التي تواجهها منذ فترة والتغلب علي التحديات والتحول من حالة الخسائر المستمرة.
وتعتبر شركة النصر للأسمدة أول شركة مصرية تم إنشاؤها لإنتاج الأسمدة بواسطة عبود باشا خلال أربعينات القرن الماضي بمنطقة خارج السويس . وبعد تأميمها خلال ستينيات القرن الماضي تم التوسع في منتجاتها . حيث يتواجد بها حالياً مصانع لإنتاج الأمونيا بطاقة 400 طن يومياً . وحمض النيتريك بطاقة 450 طن يومياً بتركيز 50% وحمض الكبريتيك بطاقة 350 طن يومياً بتركيز 98.5% وأمونيوم سلفات بطاقة 360 طن يومياً . ويعتبر نترات النشادر من أهم الأسمدة المنتجة بالشركة والمفروض إنتاج 1000 طن يومياً ولكن للأسف يتم إنتاج 600 طن يومياً بسبب تعطل الغلايات منذ سنوات ونقص التيار الكهربائي المطلوب . ويتواجد بالشركة وحدة لإنتاج نترات الكالسيوم السائلة منذ عهد عبود باشا . وتنتج الشركة ايضاً سماد الأمونيوم سلفات بطاقة 300 طن يومياً بعد تجديد خطوط إنتاجه خلال التسعينات من القرن الماضي.
ولقد واجهت الشركة منذ عام 1967م وحتي الآن عدة تحديات ومعوقات أهمها هجرة كثيراً من الفنيين والمهندسين أثناء حرب الإستنزاف وعدم العودة ثم التحدي الأكبر وهو هجرة كثيراً من النابغين من المهندسين والفنيين إلي شركات الأسمدة الجديدة التي تم إنشاؤها خلال السنوات العشرين الماضية مثل شركة موبكو والشركة النيتروجينية بدمياط والشركة المصرية للأسمدة بالعين السخنة وشركة حلوان للأسمدة . وتواجة الشركة تحديات أخري بسبب وجودها بمنطقة السويس المتواجد بها العديد من شركات البترول وهيئة قناة السويس الجاذبين للعمالة الفنية والهندسية المتفوقة بسبب إرتفاع مرتبات العاملين لدي تلك الجهات بالمقارنة بشركة النصر للأسمدة.
ولكننا نري ان الحالة السيئة التي وصلت لها الشركة يرجع إلي إهمال القيادات السابقة لها من غير المعقول الوصول لهذا المستوي المتدني بالنسبة للمباني ومكونات المصانع داخل الشركة وعدم وجود سياسة رقابة وعدم صيانة المعدات وعدم الاهتمام بالبنية الأساسية والتحتية للشركة . لذلك فإننا نتفاءل بالقيادات الجديدة للشركة وعلي رأسهم المهندس / حمدي جابر لإحداث طفرة إنتاجية بالشركة خاصة مع وجود خطة جيدة لإصلاح كل الغلايات بالشركة وحل نقاط الاختناق داخل خطوط الإنتاج للأسمدة والمواد الكيماوية التي يتم إنتاجها لصالحها . وتعتبر الشركة من الأمثلة الصارخة لعدم الاستغلال الأمثل لأصول الدولة حيث تتبع الشركة مساحة كبيرة من الأراضي تصل لحوالي 400 فدان.
وتواجه صناعات الأسمدة عامة تحديات متكررة أهمها الاعتماد علي الشركات الأجنبية للحصول علي رخص الإنتاج ومعدات وخطوط الإنتاج بالإضافة إلي الشيء العجيب وهو قيام عشرات من شركات الاستيراد والتصدير المصرية باستيراد أسمدة مماثلة للأسمدة المنتجة محلياً من الأردن ورومانيا والصين والهند وروسيا وتركيا وبولندا.
إن نجاح مصر إقتصادياً يعتمد أساساً علي وجود إرادة وعزيمة لدي المسئولين عن إدارة الشركات الصناعية ورغبة قوية من العاملين للعمل بروح المجموعة وتبادل المحبة بينهم..إن صناعة الأسمدة والكيماويات المطلوبة لتصنيعها بالكفاءة وبالمواصفات العالمية ما هو إلا مطلب حيوي وإستراتيجي.
ونؤكد أن شركة النصر للأسمدة والصناعات الكيماوية ما هي إلا قلعة صناعية متكاملة حيث يتواجد بها مدينة سكنية متكاملة والمدارس الإبتدائية والأعدادية ومستشفي ومركز ثقافي ونقط حريق وإسعاف ومحلات وسوبر ماركت مما يحقق الإعاشة المتكاملة لكل العاملين بالشركة.
وأخيراً أناشد الدولة للحفاظ علي هذا الصرح الصناعي العملاق والعمل علي زيادة طاقاته الإنتاجية والتغلب علي التحديات التي تواجه الشركة وشركات أخري مماثلة مثل شركة الدلتا للأسمدة بطلخا وشركة كيما بأسوان.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف