الجمهورية
عبد الرحمن فهمى
ذكريات .. دقت الآن ساعة العمل الجدي
بدأت المواجهة الحاسمة مع الإرهاب.. كل دولة لها أولويات.. كل دولة تضع خطة تنموية لكذا سنة.. وفي هذه الخطة تضع أولويات تبدأ بها.. فلتكن أولوياتنا منذ اليوم هو القضاء التام علي الإرهاب.
لا تقل ان الإرهاب يحتاج لوقت طويل.. قد يكون هذا فيه شيء من الصحة ولكن المقصود هنا هو كسر شوكة الإرهاب بضربات قاسية ليس للإرهاب نفسه بل أيضا لمن وراء الإرهاب من دول وجماعات وهيئات.. نعم بعد ذلك ستحدث ما نسميه "حلاوة روح" عمليات فردية خائبة لا نتيجة لها وهذا سيكون عمل رجال الأمن اليومي العادي.
يجب ان نستعد بعد القرارات الأخيرة من اعلان حالة الطواريء وتشكيل لجنة عليا لمحاربة الإرهاب يجب ان نستعد بكل امكانياتنا لتوجيه ضربات غير عادية في كل المجالات.. عسكريا وقضائيا في المجال الجنائي الدولي ومجلس الأمن.. يجب ان نلجأ لمجلس الأمن فالجرائم واضحة وملموسة.. والدول المؤيدة الممولة معروفة وعندنا أيضا جامعة الدول العربية.. ولا أدري لماذا لا نطالب باجتماع قمة استثنائي سريع.. سبق ان عقدنا جلسة قمة استثنائية في الخرطوم بعد حرب .1967
لماذا لا نعرف الصديق الحليف من العدو من الآن.. لماذا لا تجتمع الجامعة العربية لنطرح اقتراحا بطرد أي دولة تؤيد الإرهاب وتمويله من الجامعة مع قطع العلاقات معها.. من معنا مرحبا به.. ومن يفضل بقاء علاقته بدولة عدوانية من أجل مصالح صغيرة تافهة لا نريد أن يكون له صلة بنا ولا حتي سفارة أو أي ارتباط بأي شكل في أي مجال.
حان الوقت للمواقف الحاسمة والمعارك الكبري.
لا تكسر مجاديفي.. وتحبط حماسي.. وترتدي قبعة الدبلوماسية وتقول لي من طرف أنفك:
- الدول لا تعمل سوي بحساب دقيق مسبق ولا تخطو خطوات إلا إذا كانت خطوات مدروسة!
وأرد عليك وأقول لك انت لم تعاصر ولم تقرأ التاريخ.. محمود فهمي النقراشي باشا عندما تولي رئاسة الوزراء بعد اغتيال أحمد باشا ماهر في البرلمان.. وضاقت به الدنيا قرر اللجوء لمجلس الأمن ليطالب انجلترا بالجلاء عن مصر التي يحتلون أرضها بحجة الحرب العالمية الثانية وينهبون خيرها من قمح وقطن وخلافه وغير ذلك.. قالوا له: انت مجنون بريطانيا احدي الدول الخمس المتمتعة بحق الفيتو مهما اتخذ مجلس الأمن من قرار!! وقبل ذلك وبعده.. أعضاء المجلس سيقفون في صف بريطانيا وكان القرار هو سفر النقراشي باشا لأن مجرد عرض قضية مصر أمام العالم يكفينا.
وبالفعل لم نحصل علي قرار بجلاء الجيش البريطاني.. ولكن فضحت مصر بريطانيا آية فضيحة.. الحرب وانتهت ثم حينما قاطع النقراشي باشا خطاب وزير خارجية بريطانيا وصاح في وجهه: ايها القراصنة اللصوص أنتم لا تدفعون ثمن ما تأخذونه!! يقصد القمح والقطن.. وكانت لهذه المواجهة أكبر صدي عالمي حتي ان بريطانيا أرادت أن تنتقم منا فقامت بأقذر وأحط عمل وهو نشر مرض الكوليرا في مصر بإلقاء الميكروب في النيل بغزارة!!
أضع تجربة النقراشي باشا أمام مجلس أعلي مكافحة الإرهاب بدرجة ان قيل يوما ان هذه التجربة هي التي أوحت لمصطفي النحاس باشا بإلغاء معاهدة 1936 عام .1951
***
ثم كيف ننسي الصحفي القدير محمود عزمي عندما كان رئيسا لوفد مصر في مجلس الأمن.. ودافع عن حق فلسطين وشعب فلسطين قبيل اعلان هيئة الأمم المتحدة مولد دولة إسرائيل وظل يخطب لمدة ساعة كاملة.. ثم فجأة سقط فوق المائدة.. وقيل يومها في كل صحف العالم.. لقد مات ميتة المجاهدين!! مصر لها تاريخ.. وأمامنا مستقبل زاهر بإذن الله.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف