حسن المستكاوى
البرازيل طردت أشباح بيلوهوريزونتيز..!
** بعد 7 سنوات عادت البرازيل لتحتل المركز الأول فى تصنيف الفيفا الصادر فى 6 إبريل الحالى. عادت البرازيل بعد أن حقق المنتخب 8 انتصارات متتالية. وكان أول فريق يتأهل إلى مونديال روسيا 2018..
وقبل ثلاث سنوات ظن الجميع أن سلالة البرازيل الكروية مثل ديناصورات الكرة الأرضية على وشك الانقراض، حين مزق منتخب ألمانيا شباك البرازيل بسبعة أهداف فى كأس العالم على ملعب مينيراو فى بيلوهوريزونتيز.. وتوقعت أوساط كرة القدم أن تغيب البرازيل عن كأس العالم لأول مرة فى التاريخ.. فقد عرفت تلك الهزيمة بأنها أفجع من كارثة الخسارة أمام أوروجواى فى نهائى كأس العالم عام 1950 على ملعب ماراكانا فى ريو دى جانيرو، وهو أيضا ما عرف فى تاريخ كرة القدم بالماركانازو.. أو أشباح ماراكانا..
** عندما تولى أدينور ليوناردو باتشى، المعروف بلقب تيتى تدريب منتخب البرازيل فى 20 يونيو الماضى. صرح قائلا: «اتصلوا بى لأكون مدربا للمنتخب، وأعتقد أن أفضل وسيلة يمكننى المساهمة بها هنا هى العمل بتلك الكلمات التى قادتنى فى حياتى ومسيرتى: الشفافية، التحديث، التميز والحداثة.. نريد للمنتخب أن ينمو ويتطور. إنها مسئولية كبيرة..» وبدأ تيتى يدعو اللاعبين وأرسل رسالة لكل منهم تقول: «أنا لا أريد أن أعرف عن مشكلات الماضى، إنها حقبة جديدة الآن..».
** دعونا نلقِ نظرة على خط الوسط فى البرازيل. يلعب كاسيميرو فى ريال مدريد أمام الدفاع ولديه لاعبين من دورى السوبر الصينى وهما ريناتو أوجستو. وكم كان غريبا أن يستدعى لاعبين من الصين. كذلك هناك لاعب وسط توتنهام السابق باولينيو.. وفلسفة تيتى هى بناء الهجمات من الخلف إلى الأمام. وعدم الاستعراض الفردى على حساب الأداء الجماعى. والأهم من ذلك، من قائمة النجوم والمواهب، أن تيتى أعاد الثقة للاعبيه.. وجعل علاقته بهم على مستوى طيب، وطالبهم بالغناء وترديد الأناشيد والاحتفال. وطلب منهم أيضا الاستمتاع باللعب، واللعب ببهجة وفرح. وبذلك رسخ أهم ما يميز لاعب السامبا. وهو السعادة بكرة القدم والشعور بتميزه عن غيره من لاعبى العالم.
** نعم إذ تعتبر البرازيل سلالة رياضية من المستحيل أن يشعر أحد نحوها بالكراهية. فتقاليدها لكرة القدم لا تنافس لدرجة كبيرة فرقا أخرى موجودة فمنتخب السامبا فى ساحات كرة القدم، مثل فرقة باليه البولشوى الروسية فى مسارح الفن. لقد ظل منتخب البرازيل (سليساو) مهيمنا، لدرجة أنه إما أن يكون منتصرا، أو حائزا لانتصارات أخلاقية. وظل أداء البرازيل فى مسابقات كأس العالم متسقا مع ذلك، حتى إنه يرقى إلى مصاف أن يكون طريقة لرواية تاريخ البطولة نفسها وبالنسبة لأنصار الفريق، لا يعتبر الفوز كافيا..
** الآن، وبعد ثلاث سنوات تقريبا.. طردت البرازيل أشباح بيلوهوريزونتيز..!