لا مجال. ونحن نخوض "حرب وجود" في معركة المصير المشترك. ضد الإرهاب اللعين. وقوي الشر. وأعداء الحياة. أن نستنزف طاقتنا في منازلات جانبية. ومزايدات. لا طائل من ورائها.. بل الواجب حتمًا تكاتف المجتمع بمختلف أطيافه. أفرادًا ومؤسسات في كتلة وطنية واحدة. خلف القيادة الحكيمة. واضطلاع كل منا باختصاصه» حتي تحيا مصر آمنة مستقرة قوية.. ولعل في الإجراءات الأخيرة التي أعلنها الرئيس السيسي. ما يمكن الدولة من هزيمة الإرهاب. واجتثاثه من جذوره.
ينبغي علي "النواب" الإسراع بالتعديلات التشريعية الملحة بما يضمن العدالة الناجزة. والعقوبات الرادعة لخفافيش الظلام.. ومواصلة الأجهزة الأمنية التحلي بأقصي درجات الاستعداد واليقظة والحذر. وتشديد إجراءات تأمين المنشآت الحيوية.. وأن يتعامل الإعلاميون مع هذا الفيروس البغيض بوعي. ومسئولية. ومصداقية. پ پ
الجماعات الإرهابية تنهل من معين واحد. قاصدة الشر والخراب والدمار والفوضي. والإفساد في الأرض. بمنهج تكفيري. ضال. دموي باعتبارهم "خوارج العصر".. ونحن نزرع الأمل ونريد الحياة والبناء والتعمير.. وليطمئن الجميع: "إن الله لا يصلح عمل المفسدين".
معلوم بالضرورة. أن الأديان السماوية ترفض الاعتداء علي دور العبادة. وأن الاعتداء علي الكنائس بالهدم أو التفجير أو قتل من فيها أو ترويع أهلها الآمنين من الأمور المحرمة في شريعتنا السمحة.. لكنها فئة باغية استحلت الأنفس التي حرمها الله. وتجردت من مشاعر الرحمة والإنسانية. معرضة عن تعاليم الأديان السماوية. والقيم والمبادئ الأخلاقية.. وذئاب منفردة هربت من "جبل الحلال". وأرادت أن تعبث بأماكن متفرقة من الوطن.. وإرهابيون أصابهم الجنون عندما رأوا حراكًا اقتصاديًا. واستثماريًا. ومشروعات قومية. ونتائج إيجابية لزيارة الرئيس السيسي إلي أمريكا» فتوهموا أنهم يستطيعون عرقلة مسيرتنا. بإشاعة الفتنة بين جناحي الأمة.. لكن تجلت قوة النسيج الوطني في اختلاط دم المسلم بأخيه المسيحي دفاعًا عن الكنائس ودور العبادة. سواء في التفجير الإرهابي بكنيسة الإسكندرية. أو ما سبقه من عمليات إجرامية.
نعم. مصابنا واحد. ودماؤنا الزكية التي سُفكت غدرًا وخيانة واحدة» فنحن في رباط الرحمة والمودة والتكاتف والتآلف إلي يوم القيامة.
قوي الشر. يريدون إشعال فتيل حرب أهلية بين الأقباط والمسلمين. في مخطط شيطاني خبيث ومفضوح.. لكنهم لن يفلحوا في سعيهم الدنئ. وهيهات أن يتأثر صمود المصريين. وتماسك وحدتهم الوطنية. ولو بمقدار شعرة» فقد تعرضت مصر عبر تاريخها الذي تجاوز سبعة آلاف عام لكثير من أمثال هذه المحاولات الفاشلة. وكانت كل مرة تفوِّت الفرصة علي الأعداء وتحبط آمالهم وأمانيهم.. وكما يقول شيخ الإسلام مخاطبًا شعب مصر.:پ"عوّدتنا الصمود والاعتلاء علي الآلام مهما كانت قسوتها ومرارتها".