يجيب المواطن المصري الأصيل الصبور الوعي بحضارته وعراقته وقوته علي تحدي الصعاب طوال تاريخه مع أزمات الوطن لا إعلان حالة الطوارئ لمدة ٣ أشهر والذي أعلنه الرئيس السيسي بعد اجتماع مجلس الدفاع الوطني عقب الحوادث الارهابية التي تعرضت لها مصرنا الحبيبة الأحد الأسود في حادث الكنيستين المرقسية بالاسكندرية ومار جرجس بطنطا في أسبوع الآلام الذي أصبح للمصريين وليس نصفهم القبطي ، ولم نتأثر اقتصاديًّا واجتماعياً رغم غلاء الأسعار والبطالة، فقد كنا طوال ٣٠ عاماً وبعد ٢٥ يناير فلم نتوقف ، ولن توقف مصر عجلة البناء والتنمية ، فلا ولم ولن يستطيع الإرهاب الأسود الذي أصبح يهدد العالم أجمع أن يضعف وحدة الشعب المصري ومواجهته أصبحت واجبة .
نعم كان لأبد من قرارات حاسمة لمواجهة الإرهاب وإعلان الطوارئ ليس تقييدا للحريات أو استهدافا لأفكار وشخصيات وفئات وإنما لحماية البلاد والحفاظ علي مقدراته وحدوده وممتلكات المواطنين والدولة ومؤسساتها، فخفافيش الظلام يتحركون بظلمه قلوبهم وجفاء إنسانيتهم وغباء عقولهم وقساوة نفسيتهم ما هم إلا فئة ضالة ومضالة معدومي الضمائر بلا دين أو وطن ، ولا يجب لصقهم بالاسلام وأفعالهم منه براء ، وسيحاجهم رسول الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم يوم القيامة فقد وصفه الله في قرأنه " وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين " ، وخصيمهم علي ميزان القسط مع ضحايا غدرهم وثكالي افعالهم ومصابي ظلمهم يوم لا ينفع مال أو جاه أو سلطان إلا من أتي الله بقلب سليم وعمل محمود لا ظالم وقاتل وسافك دماء.
وتتحدي مصر نعم سأبقي ولن انكسر أو أضعف مهما فعلتم أيه الإرهابيون ومن وراءكم بالتخطيط والتمويل والتبرير والتأمر والكره والحقد والإيواء ، ومهما سأل من دماء بريئة وقلوب طاهرة فالحرب بيننا طويلة أو قصيرة أنا المنتصرة القاهرة الباقية عبر الأزمنة فقد فشل وخسر وأنتهي وتلاشي قبلكم من أشد إجراما وأكثر سواد وأقصي إرهابا فأين الهكسوس والتتار ومن يتذكر زعماء الإستعمار والقهر، فهيهات هيهات مصر محروسة فقد ذكرها الله في قرأنه خمس مرات تشريفا وتجلي علي أرضها تكريماً وتكفلها " ادخلوا مصر أن شاء الله آمنين" ، فنحن المصريون شعب لا تنكسر إرادته و لن تتمزق وحدته كتلة صلبة صموده مشهود قدرته فائقة قوته حديدية مواجهته محسومة، نعم قادرون علي هزيمة الإرهاب والمجرمين والقتلة والمخربين بيد من حديد ، وستظل اليد الأخري تبني الأمل ونزرع الحب وتعمر البلاد شرقها وغربها وشمالها وجنوبها بمشروعات واعدة تهدف تنمية شاملة فاقدارنا تحمل أثمان استقرارها ووحدتنا ودماء ضحايانا في أعناقنا بل حياة ورفاهية العالم أجمع فهذا قدرنا ان نكون " مقبرة للغزاة" .
لقد اثبت المصريون صلابة تقهر قلوب أعداءها وتعجب العالم الحر من تحمل المصاعب الاقتصادية والحياتية من حروب من كل إتجاه وصوب ونفد صبر أعداء الوطن بعد كل حيل التأمر وخبث الأزمات وعداوة المقاصد وتكتل الأجهزة وغدق الأموال وتدفق الأسلحة وتجهيز المجرمين وتخطيط الأهداف لتحطيم إرادة الشعب المصري وتمزيق نسيج المجتمع وتفكيكه حتي تحقيق إحلامه الخبيثة بتحطيم الدولة باللعب علي الوحدة الوطنية التي تعطيه دروسه في الإنتماء والوحدة والنسيج الواحد ولكنه لا يفهم كيمياء الشعب المصري أصيل العنصريين ، ربما تستطيع هذه التفجيرات الإرهابية أن تبطئ مسيرة الإصلاح الاقتصادي ولكن لن تعيدوا دوران التنمية للخلف بعد حالة الإستقرار النسبي الذي نحن علي أعتابها، فالإرهاب يهدد دول العالم جميعها وليته سمع تحذير الرئيس منذ سنوات ولم يعد مقبولاً رسائل الشجب الدولي بالثقة في قدرتنا في مواجهتنا للإرهاب ومن باب ثاني تقدموا الإيواء والدعم والتمويل والتخطيط وتزويد هذه المنظمات الإرهابية بالسلاح والمقاتلين .. ومن ناحيتنا أنتهي تكاسل مؤسسات الدولة التشريعية والقضائية والأمنية والإعلام عن التقاعس وحسم المحاسبة ووقف التضليل ونعم لتجديد الخطاب الديني لا هدم أعظم مؤسسة إسلامية ، وحسبنا الله ونعم المجيب في دماء بريئة والصبر والسلوان لأهالي الشهداء والمصابين فكله في سبيل مصر الباقية للأعداء قاهرة .