الجمهورية
محمد نور الدين
"عودة الروح" .. إدارة .. وإرادة!!
تبقي قضايا الوطن "مزمنة".. رغم معرفة وسائل حلولها.. تستمر مشكلات المجتمع "معقدة".. مع أن طرق علاجها واضحة وجلية.. تظل أزمات "المواطن" متفاقمة.. في حين يعلم الجميع سبل القضاء عليها.. والسبب غياب "إرادة" التنفيذ التي لابد وأن تتزامن مع "إدارة" التصدي والمواجهة.. لكنها دائماً ما تضل الطريق.. وتلقي التقاعس والتهاون!!
تبددت الثروة الزراعية.. وهجر الفلاح حقله.. وامتدت اليد للخارج تستورد احتياجات الناس من الغذاء.. بعد أن أبادت الأعمدة الخرسانية الأرض الخصبة. وجرفتها من خيراتها.. لأن "القانون" تقاعس عن التدخل لوقف "المذبحة" وردع المخالفين!!
بلغت الأدوار المخالفة أرقاماً فلكية.. ومثلت خطورة شديدة علي معظم المنازل وسكانها.. ومع هذا تفشت الظاهرة في غياب الحسم والردع من القائمين علي إعمال القانون!!
خدع التجار "الحكومة" ومعها الغلابة.. وأشعلوا نار الغلاء في معظم السلع والبضائع.. لأن "القانون" تهاون في معاقبة الضمائر الميتة والذمم الخربة.. التي تتلاعب بمشاعر وأقوات البسطاء!!
شوه "المتحرشون" قيم ومبادئ المجتمع.. وفرض البلطجية سطوتهم.. وتحكم "الفتوات" في أرزاق الناس.. وخرق قائدو السيارات قوانين المرور.. لأن عقاب "القانون" لا يتناسب أبداً مع حجم "الجرم" الذي يرتكبه المخالفون!!
يمارس "الألتراس" أعمال التخريب والتكسير.. ويعتدي علي قوات الأمن.. ويقتحم الملاعب.. ويحطم السيارات.. ويعطل المرور.. بينما العدالة البطيئة تسمح له بارتكاب المزيد من الجرائم والخروقات!!
يقتل الابن أباه.. يذبح الأخ شقيقه.. يعتدي الولد علي أمه.. يغتصب الذئب البشري "طفلة البامبرز".. وتوارت قيم النخوة والشهامة.. لأن الجهل تفشي.. والوعظ والنصح اختفي.. كما أن يد القانون تراخت واهتزت في مواجهة الأحداث التي يشيب لها الولدان!!
لقد مزقت المجتمع سلوكيات تهدده بالتفكك والانهيار.. وتضاعفت جرائم الاختلاس والرشاوي والاغتصاب والاستغلال.. لتهز ميزان العدالة والمساواة.. وصار الشرفاء "غرباء" في ساحة الخسة والنذالة.. وسوف يستمر الحال المتردي إن ظلت يد القانون رخوة.. تتباطأ في العقاب.. تتثاقل في الحسم.. تتردد في بتر الأيادي القذرة.. وقطع الرءوس الشيطانية!!
يتطهر المجتمع من خطاياه.. إن تغلظت العقوبات.. وتيسرت الإجراءات الجنائية.. وتوفرت المحاكمات العاجلة.. تختفي مشاهد الفوضي والتسيب والسلوكيات المتدنية إن ضرب القائمون علي تنفيذ القانون بيد من حديد فوق رأس كل مخالف ومتهور. ومستغل وفاقد للشرف والنزاهة!!
تعود "الروح" إلي مجتمع القيم والمبادئ.. إذا بدأ كل مواطن بنفسه.. وأصلح من سلوكه.. وخاصم النرجسية.. واتسم بالإيثار.. واستيقظ ضميره.. وسلمت ذمته.. واتقي ربه في سره وجهره.. لكن إن تأخرت كل هذه الخطوات.. فلن ينصلح الحال إطلاقاً.. وستبقي المشاكل والأزمات.. تنخر في أساسيات وأركان المجتمع.. وتقضي علي ما تبقي من قيم ومبادئ.. وتؤسس لقدوم "قانون الغابة"!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف