الوفد
وجدى زين الدين
الخطاب الإعلامى الجديد
فى أمر تجديد الخطاب الإعلامى، لا بد من تغيير هذه المنظومة الإعلامية الفاشلة التى فى واقع الأمر، نجد أنها لا تخدم قضية تأسيس مصر الجديدة التى نحلم بها.. لدينا عدد لا بأس به من الفضائيات والصحف المتنوعة ما بين قومية أو حزبية أو خاصة، وكل هذه الوسائل لا تساعد فى خدمة الدولة الجديدة، ويغلب على الخطاب الإعلامى لها الهوى الشخصى إما من مالك الفضائيات أو صاحب الصحيفة، والنتيجة ما نعيشه فى الواقع من «هرى» يشغل الناس بسفاسف الأمور، أو يخدم المصلحة الشخصية لصاحب القناة أو الصحيفة!!
حتى الوسائل الإعلامية الأخرى القومية، نجد القائمين عليها فى وادٍ والواقع على الأرض فى وادٍ آخر، ولا يغيب هذا على أحد، ولست هنا أقصد تجريحاً فى أحد أو النيل من القائمين على هذه الوسائل، إنما للأسف الشديد، وجدنا خطاباً إعلامياً لا يرقى أبداً مع طموحات الدولة الجديدة التى يريدها المصريون.. والنتيجة المؤسفة هى وجود حالة انفصام شديدة بين الوقع الجديد للبلاد بعد ثورتى «25 يناير» و«30 يونية» وهذه الوسائل الإعلامية.
لذلك لم يكن بغريب أن نجد الرئيس عبدالفتاح السيسى فى أكثر من مرة ينادى بخطاب إعلامى جديد، يتوافق مع الواقع الجديد للبلاد، فالمشهد الإعلامى الحالى يعانى من حالة ترهل شديد وقائم على علاج سفاسف «الأمور» أو التعلق بجوانب لا تخدم بالدرجة الأولى الهم الوطنى الجديد الرامى إلى تأسيس دولة حديثة.. لا بد إذن من تغيير حقيقى للغة الخطاب الإعلامى، بما يتوافق مع الواقع الجديد على الأرض.. مازالت الفضائيات على سبيل المثال تتمسك بأشخاص معينين يقدمون مع الأسف الشديد رسالة إعلامية مرفوضة بين جموع الناس، ولا تعمق الحال الجديد لمصر فى ظل أوضاع جديدة تمر بها البلاد.
الحقيقة المرة أن النخبة الإعلامية الحالية تحتاج إلى غربلة شديدة، حتى نقضى على حالة «الهرى» القائمة بالفعل التى تضر الدولة الجديدة أكثر مما تنفعها.. وإن جاز لى التعبير أقول إن النخبة الإعلامية الحالية تشبه «الدبة» التى تضر صاحبها أكثر مما تنفعه.
البلاد فى حاجة شديدة الى عقول إعلامية واعية سواء فى الفضائيات أو الصحف أو أية وسيلة إعلامية، بعيداً عن الأجندات الخاصة، وبعيداً عن المنافع الشخصية، وبعيداً عن العقول المتحجرة التى تدير وسائل الإعلام المملوكة للدولة.. لو ضربت الأمثلة فلن أنتهى من عمليات الحصر المؤلمة، لكن المشهد العام بات مزرياً ومخجلاً ويحتاج إلى تغيير فورى وفى أسرع مما نتخيل، وهذا هو السر الذى جعل الرئيس فى أكثر من مناسبة يطالب بخطاب إعلامى جديد، يتوافق مع الواقع الجديد للبلاد ولقد آن الأوان لأن يحدث هذا التغيير.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف