لن أطالب بلجان لمطاردة أصحاب الفكر الإرهابي.. بالذات من يقولون «إما نحكمكم.. وإما نقتلكم»، وعودوا إلي كلماتهم خلال اعتصامهم في مسجد «رابعة» بمدينة نصر.. وكلها تحمل هذا التهديد.. وتلك الأفكار.. وهو نفس الكلام الذي تنشره حتي الآن قنواتهم الفضائية سواء التي يعملون فيها من داخل تركيا.. أو من داخل قطر.. وواضح ان حكم مصر كان أملهم.. فلما ثار الشعب اعتراضاً علي حكمهم.. قرروا معاقبة كل الشعب المصري.. مع تركيز عملياتهم ضد المسيحيين بحكم ما يمكن أن يتعاطف معهم من مسيحيي العالم.. أي هم طلاب سلطة طلاب حكم.
<< والشيء المؤكد ان أبرع ما نجحوا فيه هو مبدأ «التقية» فلا تشترط اللحية والزبيبة.. وأبرع ما صنعوه هو تلك الخلايا النائمة، فيما عرف بنظام الأسر.. وتوابعها.. وهذه الخلايا ظهر بعضها إلي العلن، بمجرد نجاح محمد مرسي- كرمز لهم- في دخول القصر الجمهوري، أي مقر الحكم.
ولكن الأخطر هو تلك الخلايا، التي مازالت نائمة.. تتحرك بكل حرية وفي قطاعات حيوية، بل شديدة الحيوية.. مثل قطاعات الكهرباء والبترول والتموين.. وإذا كنت أومن بمقولة «إن بعض الظن إثم» إلا أن المثل الشعبي المصري الشهير يقول: «حَرِص.. ولا تِخَوِن» أي يجب أن تكون حريصاً.. وإياك أن تطلق عبارات التخوين، دون أي دليل ثابت.
<< وإذا كان الدستور المصري رفض قيام أحزاب علي أساس ديني فإن علينا- وقد عانينا كثيراً- من جماعات ترتدي ثياب الإسلام وتتناسي مبادئ هذا الإسلام، وقد ظهرت بيننا جماعات عديدة منذ يناير 2011.. وإن كنت أرفض اتهامها بأنها تعمل ضد الدولة مثل الكثير من السلفيين.. إلا أنني لا أنظر بارتياح إلي كثير من الجمعيات الشرعية التابعة لإشراف وزارة التضامن الاجتماعي، وما أكثرها التي تتغلغل في القري والنجوع الفقيرة، بحكم ان المصري متدين بطبعه ومازال ينظر إلي اللحية.. وإلي الجلباب الأبيض بكثير من الاحترام والتبعية.
ولكننا يجب أن نراقب وبحذر- دون تخوين- تحركات من يدعي انه أكثر إسلاماً من غيره.. لأن الاسلام يرفض وبشدة قتل الإنسان المسالم، حتي ولو لم يكن علي نفس دين القاتل أو ملته.
<< ولا أقول بإنشاء فرق لمراقبة الاشتباه بهم.. ليس خوفاً من جماعات حقوق الانسان، لأن النظيف منها يعمل حقيقة علي صيانة حقوق أي انسان وأنا معها قلباً وقالباً.. ولكنني أقول بمبدأ التقية الذي تطبقه هذه الجماعات.. أي علينا أن نقوم بعملية تنقية وبالذات لمن يعمل في المواقع الحساسة.. بشرط ألا نظلم أحداً لنعرف فقط من يحمل فكراً إرهابياً، ولا نطارد صاحب أي فكر معارض.. فهذا حقه.. ولكنني أقول بذلك لكي نحمي المواطن الذي يريد أن يحيا في سلام ولا يفاجأ بإرهابي يلف حزاماً ناسفاً أو يفجر قنبلة.
<< ولكن الخوف كله هو فيما يخططون له من دخول إلي الكنائس، وحتي الهيكل.. أي قتل مؤمن دخل الكنيسة للصلاة إلي ربه.. وبالذات في أيام الأعياد.. لكي يكون ذلك أكثر بشاعة.
ولا أطالب هنا بأن نعمد إلي ما فعلته إسبانيا المسيحية من خلال محاكم التفتيش بعد أن نجحت في طرد المسلمين من الأندلس.. فتلك كانت جريمة ضد الإنسانية.
ولكنني أطالب بالحذر.. أي بنفس مبدأ التقية الذي يجيدون الحياة فيه وذلك أولي ما يجب أن نفعله.. دون البحث عن أي ثأر أو انتقام فقط لتأمين الوطن.. وسلامة كل المواطنين.