المساء
محمد عمر
رؤية .. مصر باقية.. ومصيركم مزبلة التاريخ
لا أعرف سبباً لنبرات اليأس والإحباط التي تلازم الكثير من أفراد الشعب بعد تفجير الكنيستين.. فالجريمتان الخسيستان ليستا الأولي ولن تكونا الأخيرة.. فمصر طوال عمرها تتعرض لمثل هذه الأعمال الدنيئة والمؤامرات اللعينة من الداخل والخارج ولم تيأس أو تستسلم للإرهاب الأسود لأن شعبها يثق تماماً أن الله ناصره وأن المحاولات الدنيئة التي يقوم بها الخونة لن تنجح في إشعال الفتنة بين أبناء الوطن لأن الدم المصري واحد وأن المسلمين والمسيحيين عاشوا طوال عمرهم علي قلب رجل واحد عندما تصدوا للاستعمار الانجليزي ووقفوا بجوار بعضهم علي الجبهة في الحروب التي خاضتها مصر.
لقد نسي الخونة أن مصر محفوظة من الله الذي ذكرها جل شأنه في كتابه الكريم عندما قال "ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين" وأن رسولنا الكريم ـ صلي الله عليه وسلم ـ أوصانا خيراً بالأقباط ولكن المأجورين يتجاهلون ذلك عمداً ويفسرون القرآن والأحاديث علي هواهم وكيفما يتماشي مع أفكارهم المريضة والمتطرفة ليبرروا ارتكاب جرائمهم.
نقول لكل إرهابي إن مصر باقية وأنتم مصيركم مزبلة التاريخ مهما ارتكبتم من جرائم في حق شعبها.. عليكم أن تعلموا أن هذا البلد تعرض لمكائد ونكسات ولكنه وقف في وجه كل حاقد ومغرض وإرهابي.. صحيح أن مصر يتعمد الفاسدون والأعداء خرابها إلا أنها مازالت تبتسم وتقف قوية شامخة.. ولقد قال عنها الكثير وأشاد بعظمتها وشموخها فهتلر المشهور بجبروته وطغيانه قال "أعطني جندياً مصرياً وسلاحاً ألمانياً وسوف أجعل أوروبا تزحف علي أناملها".. والحجاج بن يوسف قال عن أهل مصر "لا يغرنك صبرهم ولا تستضعف قوتهم فإنهم إن قاموا لنصرة رجل ما تركوه إلا والتاج علي رأسه. وإن قاموا علي رجل ما تركوه إلا وقد قطعوا رأسه. فانتصروا بهم فهم من خير أجناد الأرض".. وقال المستشرق والفيلسوف الفرنسي رينان "لكل إنسان وطنان وطنه الذي ينتمي إليه ومصر مهد الحضارات الأولي منذ ملايين السنين".
ليتنا نتخلص سريعاً من أوجاعنا وآلامنا وأن نتكاتف كعادتنا لمواجهة طوفان الإرهاب الأسود الذي يحاول ضربنا في مقتل الفتنة الطائفية.. وعلينا إذا كنا خائفين علي وطننا ونخشي عليه من هذه الفتنة اللعينة أن نفوت الفرصة علي المخربين والخونة لأن هدفهم قيام حرب طائفية بين أبناء الوطن الواحد.. وعلي المسئولين والشعب بأكمله أن يحموا أماكن عبادتهم لأنه ليس من المستبعد في الخطة القادمة لهؤلاء المتطرفين أن ينتقلوا للمساجد حتي يتهم المسلمون الأقباط بأنهم وراء هذه الأعمال رداً علي تفجير كنائسهم فتشتعل الفتنة رغم أن الكثير من الأقباط يدركون تماماً ما يحيط بهم من مخططات خبيثة وليس من السهل أن يقعوا في هذا الفخ لأن البابا تواضروس بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية نفسه يعرف ذلك تماماً ويثق في أن الدولة تقف بجانبه وتتعاطف معه وتتعهد بالقضاء علي هذا الوباء الذي يهدد أمن واستقرار مصر.
حمي الله مصر ووقاها شر الفتن وأبعد عنها المكائد والمحن ودمر كل من يريد بها سوءاً تدميراً.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف