التغطية الإعلامية لحادثي التفجيرات الإرهابية في كنيستي طنطا والاسكندرية يوم الأحد الدامي خالفت الاداء المهني بصورة كبيرة في تلك الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد والتي يتعاظم فيها دور الاعلام الواعي وكيفية اعداد ونقل الرسالة الاعلامية وتحديد الهدف من هذه الرسالة.
كل من تابع رسائل الاعلام لا شك أنه أصيب بصدمة من هول وفظاعة صور جثامين واشلاء الشهداء والقتلي وصور المصابين والدماء التي سالت وكست أماكن متعددة ومتفرقة داخل وخارج الكنيستين بشكل أرعب كل المتابعين الآمنين.. لم يتوقف الامر عند العرض لاول مرة بل استمرت معظم وسائل الاعلام في إعادة تلك الصور بشكل يوحي لمن يتابع الفضائيات خارج مصر وفي كل انحاء العالم ان مصر في حالة حرب أهلية حقيقية ذلك لان معظم الفضائيات استدعت كل تسجيلات تفجيرات الكنائس وحرائق المباني وأحداث رابعة وجرائم القتل وحرائق السيارات في الميادين والشوارع وسيارات الشرطة وركزت علي عبارات تتضمن شتائم وسبا وقذفا في القيادات بصورة متكررة دون أدني تمييز!!
تكرار كل هذه الاحداث مع تصريحات للإرهابيين بأنهم سينشرون السيارات المفخخة والقنابل المدمرة وسيقتلون المصريين. التكرار لكل هذه المشاهد وكأننا نذيع أهداف بطولة افريقيا التي حصلنا عليها!! كيف يفكر اجنبي بعد كل ذلك في زيارة مصر للسياحة أو الاستثمار أو حتي يتعاطف مع مصر بعد ان رأي أن كل ما يعرض هو استهداف لدور العبادة فقط.