الجمهورية
جلاء جاب اللة
من الوادي الجديد تبدأ مواجهة الإرهاب
"سنبني ونعمر.. ونهزم الإرهاب".. بتلك الكلمات عبر الرئيس عبدالفتاح السيسي عن فلسفة وفكر مصر في حربها الشرسة ضد الإرهاب الأسود.
جاءت تلك الكلمات بعد ساعات من حادثي طنطا والإسكندرية الإرهابيين يوم الأحد الماضي وفي مؤتمره الصحفي عقب اجتماع المجلس الوطني للدفاع.. بعدها مباشرة بدأ تنفيذ هذه الكلمات علي أرض الواقع.
كان قد قرر انتشار وحدات من الجيش لمساندة الشرطة في حماية المواقع الحيوية.. وكانت الضربة الأمنية ضد عناصر داعش في أسيوط.. وكانت الإجراءات الأمنية السريعة لتحديد هوية الانتحاريين.. وكان قرار تشكيل المجلس الأعلي لمكافحة التطرف.. وكذلك اعلان حالة الطواريء..!
وفي المقابل تابع الرئيس السيسي بنفسه خطوات البناء والتعمير سواء في العاصمة الإدارية.. أو مدينة العلمين الجديدة أو محطات الكهرباء.. والمرحلة الأولي لتطوير العشوائيات الخطرة.. في نفس الوقت!!
"يد تبني.. ويد تحمل السلاح" هو نفسه الشعار الذي عاشت به مصر حرب الاستنزاف حتي تحقق نصر أكتوبر .1973
مصر الحقيقية تظهر وقت الشدائد ووقت المحن.. لذلك كان لابد من استمرار خطط البناء والتنمية.. بل انها خط الدفاع الأول لمواجهة الإرهاب.. وخطة النصر.
إذا كان الحل الأمني ضرورة ــ الآن ــ ولا بديل عنه في مواجهة قوي الشر المسلح.. فإن المواجهة الفكرية ضرورة مع الحل الأمني.. لأن الفكر السليم يحمي المستقبل كما يحمي الحاضر.. والأمن والفكر معا لن يحققا الهدف إلا بالبناء والتنمية والعمل والانتاج.. لذلك فإن مصر في حاجة إلي حلول عاجلة للبناء والتنمية خارج الصندوق.. وخارج الأدوات التقليدية ومن هنا تأتي أهمية المثلث الذهبي علي أن تكون قاعدته الذهبية هي الوادي الجديد.
الوادي الجديد الذي أسسه جمال عبدالناصر عام ..1959 هو اليوم في أمس الحاجة إلي يد عبدالفتاح السيسي لأنه ببساطة شديدة هو أمن مصر الحاضر والمستقبل.
الوادي الجديد الذي يسع 44% من مساحة مصر ويعيش فيه حوالي 300 ألف نسمة هو مصر الجديدة التي تستطيع أن تحقق أعلي نسبة من فكر الرئيس السيسي لبناء مصر المستقبل ورفع مستوي معيشة المواطن.
الوادي الجديد كان يوما سلة الغذاء في الأرض.. وهو يمكنه أن يكون كذلك اليوم وغدا.. فالمياه الجوفية يمكنها زراعة آلاف الأفدنة من القمح.. بخلاف ملايين النخل المثمر بأجود أنواع البلح وغيرها من الزراعات.
الوادي الجديد مناخه جاف صيفا ومطره في الشتاء يكفي لزراعة آلاف الأفدنة إذا تم استغلاله بشكل صحيح.
الأرض الشاسعة التي تصل إلي حوالي نصف مساحة مصر غير مستغلة.. ونحتاج إلي خطط غير تقليدية "خارج الصندوق" بحيث تكون هذه المحافظة النائية هي قاعدة المثلث الذهبي في مصر ويكون رأس المثلث في ميناء سفاجا الذي تم تطويره مؤخرا علي البحر الأحمر ويضم مناطق من محافظات الصعيد.
ولكي تنجح المواجهة التعميرية هناك لابد من قانون خاص لتنمية الوادي الجديد ومعه مساحات من المثلث الذهبي.. قانون يحدد حق الانتفاع للأراضي التي يتم زراعتها لمدة 90 سنة مثلا بحيث يكون هناك عوامل جذب ضريبية وخدمات وتسهيلات لكل من يحاول أو يطلب الاستثمار في هذه المنطقة.. وبشروط واضحة ومحددة وهي أن من لا يبدأ فورا في الاستثمار وتشغيل الشباب والانتاج يتم سحب الأرض منه مباشرة وبعدالة ومساواة بين الجميع.
ما يقال عن الزراعة هو نفسه ما يقال عن الثروة الحيوانية والتي يمكن من خلال هذه المناطق أن تكون لدينا أفضل ثروة حيوانية نقية تغطي احتياجات الشعب المصري من اللحوم.
الصناعة أيضا هي أفضل ما يمكن أن يتحقق في هذا المكان خاصة في ظل وجود ثروات تعدينية غير عادية وليس الفوسفات وحده.. خاصة أننا لم نعرف حتي الآن إلي أين وصلت محاولات تطوير فوسفات أبوطرطور..!!
ليس الفوسفات وحده هو ما يوجد في الوادي الجديد.. بل كل ما يمكن أن يخطر علي بال رجال الصناعة.. المهم أن تخرج الدراسات عن هذه المنطقة للنور ويتم اعداد مؤتمر للاستثمار في الوادي يحدد كل عناصر الاستثمار في هذه المنطقة.
السياحة أيضا لها سوق عالمية في الوادي وليس السفاري وحده بل هناك السياحة العلاجية حيث توجد العديد من العيون الكبريتية في الداخلة والخارجة اصيبت بداء الاهمال وتحتاج لعناية ورعاية واهتمام واستثمارات حقيقية تجذب السائح.. هناك الآثار علي مر العصور وهي ذات طبيعة خاصة من مرحلة ما قبل التاريخ إلي العصر الفرعوني إلي العصر القبطي والروماني ثم العصر الإسلامي.. آثار تحكي تاريخ هذه المنطقة.. بل تحكي تاريخ مصر كله.
لقد زرت الوادي الجديد مؤخرا بدعوة كريمة من نادي العاصمة بالإسكندرية بقيادة المهندس عبدالفتاح رجب.. وبرفقة كريمة من أعزاء في مقدمتهم الدكتور خالد حمزة رئيس جامعة الفيوم والدكتور ابراهيم العزازي والاعلامية أمل صبحي رئيس النادي والزملاء رزق الطرابيشي نقيب الصحفيين بالإسكندرية ومحمد محمود وفهمي سيد أحمد وغيرهم من شخصيات مميزة ومحترمة صغارا وكبارا.. كان الحوار خلال فترة هذه الزيارة كله حول كيف أهملنا هذه المنطقة الرائعة والغالية كيف تجاهلنا هذا العطاء الرباني لمصر في هذه المنطقة.. وكيف يمكن أن نستغل خيرات الوادي الجديد.
اتفقنا علي أن ننظم مؤتمرا حول الاستثمار في هذه المنطقة.. علي أن يكون هناك عناصر أساسية لتحقيق هذا الهدف أهمها أن تكون الأفكار جديدة وخارج الصندوق بحيث تكون الوادي الجديد هي قاعدة المثلث الذهبي.. وأن يتم التعامل مع هذا المثلث برؤية استثمارية جديدة تجذب المستثمر وتحقق الفائدة للجميع ولمصر أولا مع تطبيق القانون علي الجميع بشفافية وحيادية وعدالة.
اتفقنا علي ضرورة أن تتدخل الدولة وبسرعة لاستكمال خط السكة الحديد الذي يصل إلي الوادي والذي تم سرقة عشرات الكيلو مترات من قضبانه وضرورة تسهيل المواصلات خاصة عودة رحلات الطيران من الشركة الوطنية إلي الوادي ولو رحلة واحدة للخارجة وأخري للداخلة اسبوعيا.
اتفقنا علي أن تكون مزرعة الفرافرة الجديدة التي افتتحها الرئيس السيسي في اطلاق مشروع الـ 1.5 مليون فدان هي النموذج الذي يحتذي به في كل مناطق الزراعة.
الوادي الجديد هي منطقة الانطلاق لبناء مصر الجديدة وبالتالي هو خط الدفاع الأول ضد الإرهاب.. لأن الفكر الجديد للتنمية هناك سيجذب الشباب ويصحح الأفكار ويواجه الانحراف الفكري.. اضافة إلي جهود البناء والتنمية ورفع مستوي معيشة المواطن سواء هناك أو في كل بر مصر.
أتمني أن يوافق الرئيس السيسي علي أن يضع تحت رعايته الكريمة مؤتمرا حول تنمية الوادي وعودة شباب الوادي الجديد علي أن تنظمه الجمهورية بالتعاون مع المحافظة ونادي العاصمة.. ومن يرغب في خدمة مصر انطلاقا من هذه المنطقة الواعدة.
الحرب ضد الإرهاب لها ألف شكل ولكن التنمية والبناء هو الشكل المثالي لكل خطط الحرب ضد مصر في الداخل والخارج.. والوادي الجديد هي نقطة الانطلاق المثالية لأنها محافظة "بكر" ولم تتلوث بعد بفساد شديد أو بيروقراطية معقدة.. أو فكر أسود.. وتعالوا نبدأ فورا.
همس الروح
* * لا تحاور من تحجر قلبه.. فالحوار يبدأ من القلب قبل العقل.
* * الحب سلاح أقوي من كل أسلحة الدمار الشامل.
* * قل كلمة الحق.. ودع الأمر لله الحق.
* * من توكل علي الله.. كفاه
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف