عبدالــرازق توفيـــق
لمــــــــــــــــــــــــــــاذا الآن ..؟
من يدرك حجم التهديدات والتحديات التي تواجه مصر يتوقع المزيد من الصعوبات وحملات الاستهداف ومحاولات النيل من هذا الوطن.. من يتابع النجاحات والإنجازات التي تتحقق علي أرض مصر علي الصعيدين الداخلي والخارجي.. يتوقع ان هناك شياطين تعبث في ظلام المؤامرة علي هذا البلد.. من يقرأ التاريخ.. ويطلع علي الجغرافيا يعرف اننا مستهدفون.
لم يأت الإرهاب الأسود ليفجر كنيستي الغربية والإسكندرية صدفة ولكنه ممنهج ومدعوم ومدروس له حساباته وتخطيطه الشيطاني الذي يسعي لعرقلة وإفشال وتشويه جهود مصر ونجاحاتها وإنجازاتها.. لذلك هناك تساؤلات مهمة ومنطقية تثيرها الحوادث الإرهابية الأخيرة في الغربية والإسكندرية.. لماذا هذا التوقيت.. وما هو الهدف؟
بداية وقبل الاجابة عن السؤالين لابد ان ندرك كشعب عظيم انه لا توجد قوة في الأرض سوف تنجح في ايقاف مشروعنا الوطني الهادف إلي وضع مصر في المكان والمكانة اللائقة والمستحقة ولن تستطيع هذه الأعمال الخسيسة المدعومة والممولة من أعداء مصر من بعض الذين كنا نعتقد انهم أشقاء وأيضا دول لا تريد لهذا البلد أن يقوم أن ينهض لأن ذلك لو حدث وسوف يحدث سوف يهدد مشروعاتهم السرطانية وفي مصلحتها ان نظل ضعفاء نعاني من أزمات وأمراض مزمنة.
المتابع الجيد للمشهد في مصر يجد أن هناك نجاحات وإنجازات جعلت نجم مصر يسطع علي كافة الأصعدة والمجالات سواء الخارجية وعلاقاتها الدولية الفاعلة وأيضا النجاحات الاقتصادية وتحقيق انتصارات ساحقة علي الإرهاب في سيناء.
أعداء مصر لم يعجبهم نجاح زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي لأمريكا ولقاءاته الـ17 التي أجراها مع كبار المسئولين وصناع القرار والشخصيات المؤثرة في الولايات المتحدة وما أعلنه الرئيس ترامب من دعمه المطلق لمصر في حربها ضد الإهاب والوقوف إلي جوارها ومساندة اقتصادها ودعم التعاون العسكري وتوفير ما تحتاجه قواتها المسلحة من أسلحة ومعدات.
المكسب المهم والأهم في زيارة الرئيس هو استعادة العلاقات مع الولايات المتحدة إلي مسارها الطبيعي بمقومات ومبادئ جديدة ترتكز علي المصالح المشتركة والاحترام المتبادل.. فالموقف المتعنت والمتجاهل لإدارة أوباما لإرادة المصريين سبب الكثير من المشاكل لمصر من خلال تحريض أوباما علي مصر اقتصاديا وحصارها في هذا الصدد وأيضا دعم المؤامرات والعمليات الإرهابية وهو الأمر الذي انتهي مع تفهم الإدارة الأمريكية الجديدة للرؤية والمواقف المصرية التي حظيت بالمصداقية والصواب خلال السنوات الماضية.
* لم يعجب أعداء مصر النجاحات التي حققها الجيش المصري والشرطة المدنية في سيناء وآخرها اقتحام جبل الحلال والسيطرة عليه وتدمير آخر معاقل الإرهاب وعقله وقلبه وباتت سيناء تحت السيطرة الأمنية الكاملة للجيش والشرطة وباعتراف التنظيمات الإرهابية انها أصبحت مشردة وطريدة ولم تصبح قادرة علي مواجهة القوات المصرية وأصبحت تستهدف الأشقاء الأقباط في العريش وبعض العمليات العاجزة وهو الأمر الذي أزعج الحاقدين والكارهين لنجاح مصر في التصدي للإرهاب بتطهير أرض الفيروز.
لم يعجب أعداء مصر تحقيق النجاحات الاقتصادية والمستقبل الواعد للاقتصاد المصري من الاكتشافات الهائلة لحقول الغاز وبشائر البترول ومناجم الذهب وصدق الرؤية والهدف في مشروعاتنا القومية سواء المشروع القومي للطرق أو انفاق قناة السويس التي ستربط شرق وغرب القناة بمدنها والدلتا والمدن الصناعية والسكنية الجديدة أو مشروعات المطارات والموانئ وشهادات كبريات المنظمات الاقتصادية الدولية في حق الاقتصاد المصري.
وانطلق من كلمات المهندس إبراهيم محلب مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية عندما قال: ان ما يتم تنفيذه من مشروعات في مصر حاليا غير مسبوق ولا يوجد له مثيل في العالم وأعرب عن دهشته من تجاهل البعض لهذه الإنجازات سواء في مجال الانشاءات أو انفاق الإسماعيلية وبورسعيد أو أرصفة الموانئ أو المشروع القومي للطرق ومشروع المليون وحدة سكنية وغيرها من المشروعات العملاقة المعلنة وغير المعلنة التي سوف تنقل مصر إلي مصاف الدول الكبري اقتصاديا.
لم يعجب أعداء مصر تنامي قوة الجيش المصري العظيم وامتلاكه القوة والقدرة علي الردع وتحقيقه نجاحات هائلة في الحرب علي الإرهاب وتأمين حدود مصر خاصة في الاتجاه الغربي والجنوبي وأيضا حماية المصالح الاقتصادية لمصر في البحر وتأمين باب المندب وتطهير سيناء من الإرهاب بالاضافة إلي أدوار أخري مثل المشاركة في تنفيذ خطة التنمية الشاملة للدولة والمشروعات القومية العملاقة أو تخفيف المعاناة عن المصريين بمحاربة الجشع والاحتكار وتوفير الاحتياجات الأساسية للشعب بأسعار تقل بنسبة كبيرة عن السوق المحلي بالاضافة إلي المشروع القومي العملاق والأهم لتطوير وتحديث وتزويد قواتنا المسلحة بأحدث منظومات التسليح التي تضمن تنفيذ المهام بأعلي كفاءة وأيضا مواجهة التحديات والتهديدات التي تواجه الأمن القومي المصري.
* لم يعجب أعداء مصر حالة الشموخ والكبرياء وعدم الركوع لغير الله وعدم استجداء مساعدات من أحد حتي لو كان الشقيق فمصر أكبر ولن تتخلي عن دورها الشريف مهما كانت الإغراءات فهي التي تدافع عن بقاء ووجود سوريا الموحدة والحفاظ علي الكيان السوري والوقوف ضد مشروع تقسيم ليبيا واستمرار حالة الانفلات والفوضي في البلد الشقيق.. وهي أيضا التي تقف بالمرصاد لكل محاولات التدخل الأجنبي في شئون الدول العربية وتدعم الحلول السياسية التي تختارها وتقرها الشعوب العربية.
لم يعجب أعداء مصر حالة الأمن والاستقرار التي تشهدها بلادنا.. التي أسفرت عنها تضحيات وعطاء شهداء الجيش والشرطة ودماء أشرف رجال مصر.. فكل مواطن علي أرضها يتحرك كيفما يشاء في أي وقت يريد لم تستطع أي جماعة أو تنظيم إرهابي أن يسيطر علي متر واحد من أرضنا الطاهرة ولم يرفع عليها راية إرهاب وتطرف. مصر لها السيادة علي كامل أرضها وترابها الوطني وتؤمن حدودها برجالها الأشداء.. نجاح رجال الجيش والشرطة البواسل الشرفاء في استعادة الأمن والأمان والقضاء علي الفوضي والانفلات إنجاز كبير فلم يكن الوضع منذ 4 سنوات مثل ما نعيشه من اطمئنان واستقرار حتي كبرت تطلعاتنا وأصبح المستقبل المشرق الواعد ينتظرنا ويحدونا الأمل.
* لم يعجب أعداء مصر الحديث عن قرب عودة السياحة بكامل قوتها بعد المؤامرة التي نسجت من أجل حرماننا من دخل قومي يساهم في تخفيف حدة الأزمة وبالتالي كان لابد من عرقلة ذلك بالايحاء بأن مصر غير آمنة وان هناك عمليات إرهابية وتفجيرات بعد ما أعلنه وزير الخارجية الأمريكي ريكسي تيلرسون ان مصر آمنة ويحث مواطني بلاده علي زيارتها وينصحهم بعدم زيارة تركيا لأنها غير آمنة.
* لم يعجب أعداء مصر الحقائق والمعلومات الموثقة ان الانفراجة والانتعاشة الاقتصادية ستبدأ من النصف الثاني من العام الحالي وأن مؤشرات الاقتصاد المصري ستواصل الصعود بقوة لأسباب كثيرة منها بدء الإنتاج في حقول الغاز وتدفق الاستثمارات خاصة في محور تنمية قناة السويس وعودة السياحة وجني ثمار المشروعات القومية العملاقة وأيضا جني ثمار الإصلاح الاقتصادي لذلك كان لابد من وجهة نظرهم للتآمر لعرقلة وتشويه كل هذه الجهود غير المسبوقة.
عملية فهم واستيعاب أسباب ما حدث في طنطا والإسكندرية أمر مهم جدا يفسر لنا لماذا يستهدف الأعداء بلادنا في هذا الوقت بالذات؟
لا تحدثني كثيرا ان داعش هو وراء هذه التفجيرات فأنا لا أعترف بوجود هذا التنظيم في مصر فالجاني الحقيقي هو جماعة الإخوان الإرهابية التي تتخذ من "داعش" ستارا لتنفيذ أعمالها الخسيسة و"الإخوان" لم تكن طوال تاريخها جماعة تدعو إلي الدين أو نصرته ولكن هي جماعة انشأتها أجهزة مخابرات وعلي رأسها المخابرات البريطانية عقب وجود الكيان الصهيوني في فلسطين.. والإخوان هي مجرد أداة وخادم في مشروع استعماري لا يقل قذارة عن الكيان الصهيوني.
مصر في حاجة إلي قيام بعض مؤسساتها بدورها بشكل أكبر وأكثر فاعلية فلا يمكن ان يقبل عاقل أن يواجه الجيش والشرطة وحدهما الإرهاب الأسود ويتحملان المسئولية والتضحيات وستظل باقي المؤسسات مكتوفة الأيدي تكتفي بشرف المشاهدة والفرجة.
نحتاج لمؤسسات دينية أكثر قدرة علي المواجهة والاشتباك فرغم ان الزهد والتصوف والجلوس في ساحاته أمر مهم لكن الأهم الآن هو المشاركة في المعركة مع التطرف والتكفير والإرهاب وأن نكون أصحاب المبادأة والمبادرة وليس رد الفعل. نسعي لعمل شيء ايجابي لحماية الأجيال القادمة من السقوط في براثن التطرف فنحن نعيش في ظروف استثنائية ونحتاج لوسائل وإجراءات وأفكار استثنائية أيضا نحتاج لاستراتيجية ثقافية شاملة تتخلي عن الفكر العقيم والأساليب القديمة في تبني مهرجانات الابتذال والتدني.
علي المؤسسات الدينية والتعليمية والثقافية ان تطارد الشباب في الجامعات ومراكز الشباب ومناطق تجمعهم والعمل علي تحصينهم من الأفكار المتطرفة وأيضا ايجاد استراتيجية ابداعية تستهدف أطفالنا حتي ولو بأفلام كارتون يدعو مضمونها إلي التسامح ونبذ التعصب وقبول الآخر والتعايش معه والتعرف علي جوهر الأديان والدعوة إلي الحب والتسامح وليس العنف والقتل والتكفير.
علينا ألا نسمح لأصحاب الأفكار الهدامة ودعاوي التعصب باعتلاء المنابر أو نشر الفتاوي التي تثير الفتن وتحرم تهنئة الإخوة الأقباط في أعيادهم أو اتهامهم بالكفر خاصة ان الإرهاب أراد أن يخترق وحدتنا الوطنية بمحاولة ضرب الكنائس لاثارة الفتن ولكن عناية الله دائما تجعلنا أكثر قوة وتلاحما.
هل عرفتم لماذا يستهدفوننا؟.. لماذا يفجرون كنائسنا ولماذا يقتلون أبناءنا؟.. ولماذا يتآمرون علينا؟
.. الاجابات لا تحتاج لمجهود كبير.. الحقيقة الراسخة لدينا ان مصر لا يهزها ريح العمالة والخيانة والتآمر وانها قادمة بقوة لا محالة ولن تستطيع أي قوة شيطانية ايقاف عجلة تقدمها أو عرقلة تطلعات شعبها أو قوة جيشها وشرطتها أو صلابة إرادة قيادتها السياسية نحن ماضون مهما حدث إلي ما تستحقه مصر.
نجاحات الداخلية والأمن الوطني
بعض الكتاب الحالمين والرومانسيين الذين يكتبون علي أضواء الشموع علي أصوات الكئوس وجهوا سمومهم وأحقادهم إلي أجهزة الأمن وأخذوا ينشرون السموم ويهاجمون الشرطة وأجهزتها عقب حادثي الكنيستين في الغربية والإسكندرية.. ونسوا كيف كانت مصر قبل ثلاث سنوات وما كانت تشهده من فوضي وانفلات وإرهاب في كافة ربوع البلاد.. وبعد نجاحات رجال الداخلية البواسل وتضحياتهم وجهود الأمن الوطني في اكتشاف وضبط البؤر الإرهابية والإجرامية عاد الأمن لمصر في جميع محافظاتها تستطيع أن تتحرك وتنتقل وتسافر لأي مكان في مصر بأمن وأمان وتطمئن علي أسرتك وزوجتك وابنتك وأختك ووالدتك وعرضك ومالك دون قلق أو خوف لأن هناك رجالا يؤدون واجبهم في سبيل الوطن وعلي استعداد للتضحية من أجلي وأجلك ومن أجل مصر.
حاقد من ينكر نجاحات وإنجازات ودور الأمن المصري في تحجيم ووأد الإرهاب واستعادة الأمن والأمان إلي ربوع الوطن.. وكم من الخلايا والبؤر الإرهابية تقبع الآن في السجون وتحاسب أمام القضاء أو في عداد الموتي.
لقد حقق جهاز الأمن الوطني نجاحات عظيمة في التصدي للإرهاب وشبكات التجسس ولولا هذه النجاحات لدفعنا ثمنا باهظا من أمننا وسلامتنا وأرواحنا.. أقل شيء نقدمه لهؤلاء الرجال الشرفاء أن نقدم لهم التحية والتقدير علي ما يقدمونه من جهود مخلصة لتنعم مصر بالأمن والأمان.
تذكروا هناك فارق كبير بين مصر وغيرها من الدول هو فارق مثل السماء والأرض فلم يجرؤ أي تنظيم إرهابي علي احتلال "شبر" من الأرض أو رفع راية وسوف تظل مصر بفضل تضحيات الجيش والشرطة وأجهزة المعلومات التي جنبت مصر الكثير من الأخطار ووفرت الأمن والأمان والاستقرار للمواطن..