الجمهورية
يسرى السيد
كوميديا سوداء في سوريا... وسجون في خدمة الوطن بمصر!!
كوميديا سوداء عشتها مع المتابعين وأنا أري قصف قاعدة الشعيرات السورية بواسطة الطيران الأمريكي بحجة قيام النظام السوري باستخدام أسلحة كيميائية ضد شعبه!!. وبعيدا عن صحة الاتهام من عدمه يكون للكوميديا السوداء مكان يطول جبال الألب!!
في البداية فقدت واشنطن مصداقيتها مع حليفتها بريطانيا عندنا جميعا عبر التاريخ وعلي سبيل المثال اصرارهما علي أن صدام حسين يمتلك أسلحة كيماوية وبيولوجية بل ونووية يستحق من أجلها تدمير العراق. وعندما أثبتت الأيام كذب مزاعمهم بعد القضاء علي الأخضر واليابس في العراق لم يخجلا وهم يقولون: يبدو أننا أخطأنا بضرب العراق وإعدام صدام حسين لأنه لم يكن يمتلك أسلحة كيماوية أو نووية.. والأمر كذلك مع ليبيا.. وهكذا.. والمطلوب أن نصدقهم الآن ونصدق استخدام سوريا لأسلحة كيماوية من المقترض أنه تم تدميرها منذ سنوات بضمانات روسية.
الأمر الثاني كنا يمكن أن نصدق المزاعم الأمريكية والأحداث تكذبها.. مثلا لو كان بشار الأسد قد استخدمها منذ سنوات وقبل دخول روسيا لأرض المعركة. وقتها كان مهزوما ومحبطا وهو يري وقوع واحتلال أجزاء من سوريا أمامه في يد داعش والنصرة وغيرها من جماعات إرهابية مدعومة بمخابرات غربية.. إلخ.. يعني لو اتهمناه يومها باستخدام الأسلحة الكيميائية كنا صدقنا حتي ولو لم يفعل. أما الآن وقد بات النصر حليفه بعد تحرير العديد من الأراضي السورية وارتفاع لواء قوته للدرجة التي أجبرت معارضيه وغيرهم علي الجلوس لمائدة المفاوضات أمامه بعد أن كانوا يرفضون من قبل. فأي غباء يمكن أن يكون لنظام بشار الأسد وهو منتصر علي الأرض باستخدام أسلحة بيولوجية أو كيميائية تقلب عليه الرأي العالمي وتضعه في خانة لا يريدها أبدا لأنه منتصر وليس محبطا أو مهزوما!!
الأمر الثالث المهم أيضا كيف يلجأ بشار الأسد لاستخدام أسلحة كيميائية تثير غضب الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب بعد أن أعلن مع أركان حكمه الجديد أنهم لا يرون إلا الحل السياسي للأزمة السورية بعيدا عن الحل العسكري ولا يمانعون في استمرار الأسد في المستقبل وأن همهم الأكبر هو القضاء علي داعش والجماعات الإرهابية "طبعا إذا سلمنا أن داعش وأخواتها ليست صناعة أمريكية من الألف إلي الياء" المهم أقول كيف يلجأ الأسد لاستفزاز الوافد الجديد للبيت الأبيض وقد أعلن انتهاء فترة العداء الشامل الذي كان يرفعه اوباما ضده؟
الأمر الرابع لماذا لم تنتظر واشنطن إجراء تحقيقات حتي ولو أولية لاثبات وجهة نظرها؟
الأمر الخامس المثير للكوميديا السوداء كيف يقف بعض العرب في نفس الخندق مع إسرائيل وعواصم تابعة للكاوبوي الأمريكي في ضرب سوريا بصواريخ أمريكية؟!
الأمر السادس لماذا استبعد ترامب وفريقه آلاعيب الجماعات الإرهابية التي مارسوها ضدنا في مصر حين أطلقت بعض عناصر الجماعة الإرهابية النار علي بعض المنضمين لمظاهراتها من غير المنتمين إليها لخلق بحار من الدم يمكن استغلالها ضد النظام واسألوا بعض الضحايا في أحداث ثورة 30 يونيو في مصر
والسؤال المنطقي هنا الا يوجد سيناريو آخر يمكن التحقق من صحته إن داعش لديها أسلحة كيميائية تم تهريبها من العراق أو عبر تركيا وعندما تم ضرب مخازن الأسلحة بواسطة الطيران السوري كانت مخازن الأسلحة الكيميائية محط الهجوم دون أن تعرف القوات السورية طبعا.. والسؤال الذي يحتاج إلي اجابة أيضا عن التصوير الرائع والاستعداد المذهل الذي شاهدناه جميعا في الفيديوهات المصورة وكأننا نصور فيلما سينمائيا. يعيد المخرج لقطاته حتي يستقر علي اللقطة والمشهد الذي يشبع خياله. وتستمر الأسئلة مثل كيف يتسني للمخرج غير الواقعي وهو يقدم لنا فيديوهات لأطفال ونحن نراهم كأنهم خارجون من الحمام بعد الاستحمام مباشرة ولا يوجد أثر لتراب عليهم أو أي شيء يدل علي واقعية موتهم في أماكنهم.. نفس السيناريوهات التي تعودناها منهم ومن "جزيرتهم" وباقي قنواتهم المشبوهة باستخدام الفوتو شوب وصورهم وفيديوهاتهم "الفضيحة" حين كانوا يذيعون وينشرون صورا وفيديوهات لمظاهرات لم تتم في بلادنا...إلخ. من أكاذيب مللناها!!
أخيراً هل الضربة الأمريكية لا تزيد عن مجرد مشهد هيليودي لفيلم من إنتاج ترامب حتي يثبت للداخل والخارج أنه رجل قوي من جهة ولبعض الحسابات الأخري مع روسيا وبعض العواصم الأخري؟!
سجون في خدمة الوطن!!
اعرف أن كلامي سيكون غير مقبول من البعض أو سيراه البعض نوعا من الشطط لكن لابد من طرحه.. في البداية يكون السؤال علي الجملة الشهيرة: السجن تهذيب وإصلاح.. هل الأمر كذلك أم تحول السجن إلي أكاديمية لتخريج المجرمين والإرهابيين والمتطرفين فقط أقول هل يمكن أن يتحول السجن بالفعل إلي أكاديمية تخرج لنا مواطنين صالحين بحق وحقيقي؟!
البداية تكون في جرس إنذار لشباب وراء القضبان يمكن أن يشكلوا طعما سائغا للإرهاب والتطرف.. تخيلوا معي شبابا غاضبا أو مظلوما أو في "كي جي ون" تطرف ومحكوم عليهم بالبقاء مع أئمة التطرف والإرهاب والعنف في زنزانة واحدة ينهلون منهم طوال فترة السجن.. والسؤال كيف سيكون حالهم بعد خروجهم أو حتي داخل السجن؟.. سيكونون بالطبع معينا لا ينضب من الإرهابيين الجدد. والتكفيريين الغلاظ. وأباطرة لا يشق لهم غبار في العنف.. والأمر لا يقتصر فقط علي هؤلاء بل يمتد الأمر إلي المسجونين الجنائيين وغيرهم الذين يستطيعون تخريج آلاف من رحمهم!!
وأعتقد أن الحل يكمن في تحويل السجن إلي قاعات للدرس والتعليم والفن والإبداع من جهة ومصانع وورش ومزارع.. إلخ من مشاريع إنتاجية.. اعرف أن هناك بالفعل بعض المشروعات الإنتاجية واعرف أيضا إن هناك ندوات تعقد لكن أعتقد لو طبقنا خطة مستمرة لكانت النتائج رائعة.
مثلاً لو أعطينا حافزاً بتقليل فترة العقوبة لمن يحصل علي درجة الليسانس أو البكالريوس وحتي الماجستير والدكتوراة ستكون النتائج رائعة خاصة لو زاد الحافز لمن يبدأ سلم التعليم من الصفر.. ماذا لو أعطينا بعض الحوافز لمن يجيد تعلم حرفة وصنعه إلي جانب التعليم الذي لابد أن يكون إجباريا للجميع. يبدأ من محو الأمية إلي آخر السلم التعليمي.. طبعاً سيتندر البعض علي الفكرة بمقولة إذا كان التعليم الحكومي خارج السجن قد وصل لدرجة سيئة فهل تطالب بما لا تستطيعه الحكومة خارج السجن؟.. والإجابة ببساطة أن العائد هنا سيكون مجزياً من إنارة العقول من جهة إلي إعادة من سلم نفسه للإجرام من قبل إلي عالم الأسوياء. سواء كانوا داخل السجن أو بعد خروجهم.. وأزيد وأقول هل حماية المجتمع من مجرمين عتاه أو محترفين لا يستحق منا هذه المغامرة.
الأمر الثاني أعتقد أن عملية التعليم في حد ذاتها مع جرعات مستمرة من الفنون والثقافة والوعي ستكون سداً منيعاً أمام استقطابهم لتيارات العنف والإرهاب.. بالإضافة طبعاً إلي إقامة مناظرات مستمرة يقوم بها رجال دين مستنيرون يردون فيها بالحجة والمنطق علي دعاة التطرف والإرهاب لإنارة الطريق أمام الجميع ونكون بـ"الزن" المستمر والإلحاح الدائم وبالصدق والعلم الغزير قد جففنا منابع الإرهاب داخل السجون. فنمنع بذلك أي منضمين جدد وفي نفس الوقت تكون بحق وحقيقي مراجعات فكرية لأئمة التطرف والإرهاب قد تنجح 100% أو علي الأقل تحولهم من خانة العنف المادي إلي اللاسلم واللا حرب. والزمن وكبر السن كفيل بالباقي!!.. وأعتقد أن الاستمرار في هذا النهج الذي يتحول إلي ندوات مستمرة يومياً ودائماً مع دروس العلم والتعليم والفنون والإبداع كفيلة في النهاية بتحقيق نتائج رائعة
نعم المهة صعبة لكنها ليست مستحيلة.. نعم المهمة صعبة لكن حماية الوطن تستحق دخول المستحيل!!
والأمر لا يتوقف عند التعليم والمراجعات الفكرية لكن أعتقد أن تحويل السجن إلي قلاع إنتاجية حقيقية قد يحول السجون إلي مصادر للدخل تساعد في تنمية موارد مصلحة السجون للإنفاق علي السجناء حتي لا تعتمد علي الدولة من جهة وللإنفاق علي العمليات التعليمية والتثقيفية التي اقترحتها من جهة ومن جهة ثالثة تدر دخلاً للمسجونين تساعدهم بل وقد تساعد أسر بعضهم خارج السجن!!
الأمر الثالث: المهم أن العمل المستمر وقاعات الدرس والتعليم.. إلخ لن تترك وقتا لمحترفي الإجرام أو أئمة العنف والتطرف والإرهاب لاصطياد زبائنهم.
نعم أعرف أن هناك ورشاً للموبيليا ومعارض للإنتاج وجهوداً رائعة لتسويقها لكن زيادة حجم الإنتاج وفتح مجال التسويق أمام كل المصالح الحكومية مثلاً قد تكون حافزاً جيدا للتطوير المنشود وأعرف أن هناك بعض المزارع التابعة لبعض السجون لكن ماذا لو تمت زيادة الرقعة الزراعية وعمليات الاستصلاح حتي نصل لمرحلة تسليم 5 أفدنة مثلا لكل مسجون بعد خروجه من السجن ويتم تحصيل ثمنها من الإنتاج وبذلك نكون قد ضمنا له مصدرا للرزق من جهة ومن جهة ثانية سيحافظ عليه لانه "شقي وتعب" في استصلاحه واستزراعه.. ويمكن تكرار الأمر لكل من تعلم حرفة أو صنعه يمكن تمويل إنشاء ورشة له بعد خروجه من السجن من صندوق المشروعات الصغيرة ويمكن مساهمة جمعيات المجتمع المدني في ذلك.
طبعا قد يتنطع البعض ويقول هذا استغلال لمسجون وهذا يتنافي مع حقوق المسجون وهكذا.. والإجابة ببساطة اتركونا وشأننا.. والأهم من ذلك أقول للحكومة تخيلوا عندكم كم ألف مسجون يمكن تحويلهم جميعا لطاقات إنتاجية من جهة وتحمي المجتمع من شرور بعضهم إذا خرجوا لنا مواطنين صالحين..
نعم المهة صعبة لكنها ليست مستحيلة...نعم المهمة صعبة لكن حماية الوطن تستحق دخول المستحيل!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف