لا تستطيع العمليات الإرهابية المتكررة التى تحدث بمصر على الكنائس أن تفرق بين المسلمين والمسيحيين، وفى كل مرة يحدث فيها اعتداء على المسيحيين
إلا وتجد المسلمين أكثر حباً وقرباً وتعاطفاً مع إخوانهم المسيحيين، بما يؤكد أن هذه العمليات الإجرامية لا تحقق أهدافها الخبيثة، فهذه العمليات لا تخدم إلا أعداء الوطن، ولا ينفذها إلا جاهل بما جاءت به رسالة الإسلام وتعاليمه السمحة، ولا ينسى أحد من المسلمين ما قاله رسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لوفد نجران من المسيحيين واهتمامه بهم عندما أمنهم فى حياتهم مع المسلمين بقوله إنهم يعيشون فى جوار الله وفى ذمة محمد وتعهد بأن يحمى جانبهم وكنائسهم وبيوت صلواتهم ومواضع الرهبان وأن يحرص دينهم وملتهم وعاهدهم بأن لهم ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين حتى يكونوا للمسلمين شركاء فيما لهم وفيما عليهم، فهذه هى أخلاق الرسول وتعاليمه ووصيته فى التعامل مع المسيحيين، فمن يقومون بهذه العمليات الخبيثة ليسوا بمسلمين ولا مصريين وإن كانوا يعيشون بيننا، ولا يخفى على أحد أن ما حدث فى كنيسة مارى جرجس بطنطا والكنيسة المرقسية بالإسكندرية منذ أيام ما هو إلا رد فعل للزيارة الناجحة التى قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسى للولايات المتحدة الأمريكية فى الأسبوع الماضى، لتصدير صورة سلبية عن مصر تعصف بأجواء الفرحة والتفاؤل التى عمت الشارع المصرى وما يمكن أن تحققه من نتائج إيجابية، هذه العمليات لم تحقق أهدافها، ورغم أنها تأتى فى توقيت صعب وبطريقة خبيثة وممنهجة فإنها فشلت فى أن تحقق الفرقة بين جناحى الأمة بفضل إدراك الجميع لطبيعة وأهداف من يقومون بها، فالهدف ليس المسيحيين كما يعتقد البعض ولكن الهدف الحقيقى هو ضرب مصر والشعب بكامله، ستبقى مصر قويه بمسيحييها ومسلميها.