الوفد
وجدى زين الدين
صبرى أبوعلم.. وجمال بدوى
فى 13 إبريل عام 1997، كتب أستاذى الجليل الراحل الكاتب الكبير جمال بدوى مقالاً فى جريدة «الوفد» بمناسبة ذكرى رحيل الوزير الوفدى صبرى باشا أبوعلم، ويطيب لى بعد عشرين عاماً من نشر هذا المقال الرائع أن أعيد نشره مرة أخرى بمناسبة مرور سبعين عاماً على رحيل «صبرى أبوعلم» أحد زعماء حزب الوفد وفيما يلى مقال جمال بدوى:
فى مثل هذا اليوم رحل أحد أقطاب الوفد الذين أعطوا دون أن ينتظروا الثمن. إنه قطب الوفد ووزير عدله مرات عديدة وسكرتيره العام الكبير: محمد صبرى أبوعلم.
ففى مثل هذا اليوم رحل سكرتير عام الوفد بعد أن حمل الأمانة فى فترة من أخطر فترات العمل السياسى المصرى.. تولاها والحرب العالمية الثانية تهدد أمن الوطن وقوات الألمان والطليان تدق أبواب مصر، وطائرات المحور تدك مدنها الرئيسية.
وجاءت حكومة الوفد عام 1942 لتنقذ البلاد من أزمة سياسية خطيرة.. ووسط هذه المخاطر تولى الرجل مسئولية وزارة العدل لينفذ سياسة الوفد العظيمة فى حماية القضاء وليحفظ هيبة القضاة ويبعدهم عن أي سلطة تنفيذية.. وقدم الراحل الكبير صبرى أبوعلم هدية الوفد الكبرى للقضاة.. ألا وهى قانون استقلال القضاء الذى أصدرته حكومة الوفد فى يوليو 1943.
وجمع صبرى أبوعلم بين منصبه الوزارى ومنصبه الحزبى.. فعمل بجانب زعيمه مصطفى النحاس سكرتيراً عاماً للوفد، فكان خير الوزير ونعم الحزبي الملتزم بمبادئ وفده.
وسيذكر التاريخ السياسى المصرى لصبرى أبوعلم انه أمسك بدفة الوفد فى فترة من أخطر فترات الحكم فى مصر.. تلك الفترة التى شهدت حكومات الأقلية المتعاونة مع القصر الملكى. تلك الفترة التى تلت إقالة القصر لحكومة النحاس باشا فى أكتوبر 1944 فى اليوم التالى لتوقيع النحاس لميثاق الجامعة العربية!!
واستطاع الوفد فى هذه الفترة الحاسمة من تاريخ مصر أن يقود النضال السياسى وتم تكوين اللجنة الوطنية للطلبة والعمال التى جسدت وحدة النضال الوطنى... ونجح صبرى أبوعلم سكرتير عام الوفد فى تكتيل قوى الوفديين فى كل مكان متحدياً بذلك بطش حكومات الأقلية ابتداء من إسماعيل صدقى الى أحمد ماهر وإلى النقراشى تلك الحكومات التى جاءت لتبطش بالوفد وقياداته.
وليس هناك خلاف فى أن صبرى أبوعلم من موقعه بالوفد مهد لعودة الوفد الى الحكم فى يناير 1950 بأغلبية كاسحة لم تشهدها أى انتخابات ديمقراطية فى تاريخ مصر السياسى.
وعندما يمر شباب اليوم فى شا رع صبرى أبوعلم بوسط القاهرة ربما لا يعلمون كثيراً عن صاحب هذا الشارع لأن هؤلاء عاشوا للأسف وسط نظام كانت من مهامه الأساسية غسيل عقل الأمة ومسح ذاكرتها.. ولكن جاء الوقت لكى يعرف شباب اليوم من هم هؤلاء القادة وفى مقدمتهم: صبرى أبوعلم سكرتير عام الوفد.
وبعد رحيل أبوعلم جاء فؤاد سراج الدين ليحمل الراية، ويتحمل المسئولية كسكرتير عام للوفد، ليكمل المسيرة ويؤكد أن الوفد هو حزب الأمة بكل طوائفها.. ويقود حركة النضال السياسى الوطنى بجوار زعيمه الخالد مصطفى النحاس لتعيش مصر أزهى فترات عمرها السياسى والاجتماعى.
وتجىء حكومة الوفد فى يناير 1950 لتعلن الحرب ضد بطش القصر الملكى ومؤامراته وتقود النضال المسلح ضد الاحتلال.
<< رحم الله صبرى أبوعلم ومصطفى النحاس وفؤاد سراج الدين وجمال بدوى وكل رجال حزب الوفد الوطنيين الذين ضمهم الثرى، جزاء ما قدموا للوطن من تضحيات كبيرة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف