المساء
كاريمان حرك
أوتار
* الاهتمام بالمنازل التي يقيم بها المبدعون من فنانين وعلماء دائما من سمات البلاد المتحضرة كما انها يتم تحويلها إلي متاحف تدر مالا ينفق في الغالب علي صيانة المبني وعلي الحفلات والمناسبات التي تقام بها ومنها علي سبيل المثال منزل بيتهوفن في مدينة بون بألمانيا وبيت موتسارت بالعاصمة الألمانية فيينا ولقد حرصت شخصيا علي رؤية هذين المنزلين عندما اتيحت لي زيارة ألمانيا والنمسا ولمست مدي الاهتمام بهما واستثمارهما سياحيا وثقافيا ولكن هنا بمصر وبالرغم من الحرص علي اقامة بعض المتاحف للمبدعين الا أن استغلال منازل الاقامة للمبدعين ليست في محور الاهتمام باستثناء منزلي أحمد شوقي وطه حسين ولكن جاء الاهتمام بهما كمنافذ ثقافية للأنشطة فقط ولهذا تستحق أسرة سيد درويش كل التحية.
وبالتحديد حفيده محمد حسن درويش للحفاظ علي منزل جده الذي كان يقيم به في منطقة روض الفرج بالقاهرة وتجديده وتحويله إلي محف لمقتنيات هذا الفنان المبدع ولكل أعماله الفنية ومكتبته وعوده الخاص واسطواناته بالاضافة لمجموعة كبيرة من الصور المختلفة وتقريبا معظم رواياته والكتيبات والاعلانات الخاصةبها.
كما ساعد علي ذلك جمعية أصدقاء سيد درويش التي حرصت طوال سنواتها الطويلة علي الحفاظ علي تراثه وحاليا لديها فرقة خاصة تقدم أعمال نادرة من تراثه في محاولة للمحافظة علي الموروث الحي من ابداع هذا الفنان العظيم الذي كان سابقا عصره وكان يمثل جسر الانتقال بين التطريب والتعبير بل يعيد رائدا للتعبيرية في الموسيقي العربية.
الجهد الذي قام به محمد حسن درويش للحفاظ علي تراث جده والحرص علي اعادة ترميم المنزل نال التقدير من منظمة الأمم المتحدة للفنون وتم اهداؤه أوسكار المنظمة كما ان هناك وعدا من بنك الاسكان والتعمير بتكملة ترميم المنزل للحفاظ عليه من الانهيار.
والسؤال أين وزارة الثقافة من كل هذا؟ ولماذا لا يكون لها دور في ذلك؟ كما ندعو هيئة تنشيط السياحة أن تجعل هذا المنزل ضمن خريطةزيارتها وهذا يحتاج لوحات استرشادية باللغات الأجنبية والاستعانة بمتخصص في تنسيق هذا النوع من منازل الذكري حيث ان التنسيق جاء بجهود ذاتية من الاحفاد.
وأخيرا فنان الشعب سيد درويش قيمة فنية كبيرة نحتاج لتخليدها والحفاظ علي تراثها المادي ولكن الأهم احياء أعمالها المسرحية ومحاولة تقديمها بدلا من الدوران في فلك الأغنية الفردية المحدودة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف